التأمل المفيد (٣٦٣)

الحلقة التاسعة والأربعون من سلسلة: “سماحة الإسلام؛ دين الحنيفية” قال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالحنيفية السمحة) [السلسلة الصحيحة (٢٩٢٤)] !!

قال الله تعالى: {إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [القلم: ١٥] !!

محور سادس من المحاور التي واجه بها القرآن الكريم فِرية أهل الكفر والضلال حين قالوا: القرآن الكريم أساطير الأولين .. جاء ذلك في تعقيب الله تعالى المباشر على تلك المقولة الخبيثة بقوله سبحانه: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} [القلم: ١٦]، قال الإمام الطبري: “سنبين أمره بيانا واضحا حتى يعرفوه، فلا يخفى عليهم، كما لا تخفي السمة على الخرطوم” !!

والسؤال الذي يطرح نفسه:

من هم هؤلاء الصنف من البشر؛ الذين يمقتهم الله تعالى أكبر المقت؛ ويعذبهم يوم القيامة أشد العذاب؛ حتى قال عن أحدهم: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} [القلم: ١٦] ؟!!

الجواب:

إنهم أئمة الكفر الذين قال الله تعالى فيهم: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان: ٣١]، وقال تعالى: {وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} [التوبة: ١٢] !!
 
وحيث أن أئمة الكفر كُثُر؛ فإن قول الله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} [القلم: ١٦]، -وهي آية نزلت في الوليد بن المغيرة- يعم كل أئمة الكفر؛ في كل زمان؛ وفي أي مكان؛ وفقا للقاعدة التي قعّدها الأصوليون في أسباب النزول: “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب” !!

وقبل أن أقف وقفات مع أئمة الكفر؛ وما جاء فيهم من بيان شاف في القرآن الكريم؛ فإني أورد قائمة تضم أسماء بعضهم:

قارون وفرعون وهامان !!

أبو جهل !!

أبو لهب !!

الوليد بن المغيرة !!

كارل ماركس القائل: “الدين أفيون الشعوب” !!

لارش فيلكس .. صاحب الرسوم المسيئة لجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

وكثير من مجرمي الحرب ضد الإسلام والمسلمين؛ كراتكو ملاديتش جزار البوسنة؛ ونتنياهو جزار غزة !!

وهذه وقفات أقفها مع بعض ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة عن أئمة الكفر، وفي إفراد كتاب الله تعالى حديثا خاصا عن هذه الفئة الطاغية من البشر؛ فيه دليل بيّن على عظيم خطرها على الإسلام والمسلمين !!

الوقفة الأولى:

وهي في بيان أعظم صفة من صفات أئمة الكفر:

جحد الحق وكتمه، قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: ١٤]، ومن أمثلة هؤلاء:

أهل العلم بالتوراة والإنجيل؛ من أحبار اليهود؛ ورهبان النصارى؛ الذين يعرفون صفات الرسول الخاتم -صلى الله عليه وسلم- كما يعرفون أبناءهم؛ ولكنهم يكتمونها ويجحدونها، قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٤٦] !!

وهرقل عظيم الروم -إبّان العهد النبوي- أيقن أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل من الله تعالى؛ وكاد أن يسلم؛ ثم نكص على عقبيه، والقصة ثابتة في كتب السيرة !!

سلمان رشدي صاحب الكتاب الخبيث: “آيات شيطانيّة “، وغيرهم الكثير !!

الوقفة الثانية:

نهايات وخيمة يقدرها الله تعالى على بعض أئمة الكفر:

نهاية فرعون بالغرق، قال تعالى: {فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا} [الإسراء: ١٠٣] !!

نهاية قارون بالخسف، قال تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: ٨١] !!

نهاية أبي جهل: قتله -من كان راعيا للغنم في الجاهلية- الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قتله بالسيف -يوم بدر- بعد أن سقط على إثر إصابته بضربات ابني عفراء -معاذ ومعوذ- وهما شابين صغيرين !!

نهاية أبي لهب: مات بمرضٍ معدٍ كالطاعون يسمى (العدسة)؛ وبقي ثلاثة أيام لم يدفن -خوفا من العدوى- حتى أنتن !!

نهاية صاحب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم لارش فيلكس .. حيث لقي مصرعه محروقا في سيارته؛ مع حارسيه؛ على إثر حادث اصطدام مروِّع بشاحنة !!

الوقفة الثالثة:

حالهم عند أهوال الموت:

انظر إلى حال من زعم -من أئمة الكفر- أنه يوحى إليه؛ أو أنه قادر على أن ينزل مثل ما أنزل الله؛ انظر إليهم عند أهوال الموت، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: ٩٣] !!

الوقفة الرابعة:

زيادة عذاب أئمة الكفر في جهنم:

لقد بين الله في كتابه الكريم أن أئمة الكفر -الذين يوغلون في صدهم عن سبيل الله- لهم زيادة عذاب يوم القيامة، قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ} [النحل: ٨٨] !!

فالحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام -دين الحنيفية السمحة-؛ الذي أبان الله لنا فيه أحوال أئمة الكفر المجرمين !!

اللهم حرر المسجد الأقصى؛ واحفظ المسلمين في فلسطين؛ وانصرهم على عدوك وعدوهم !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) ..
وللاطلاع على جميع المقالات اكتب في قوقل: مدونة فؤاد قاضي ..