التأمل المفيد (١٨)

الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

اللفتة القرآنية الإيمانية السادسة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [المنافقون : ٧] !!

هل تتنفس أيها الإنسان إلا مما أمدك الله به من هواء ؟! وهل تلبس أو تركب إلا مما خلق لك ؟! وحتى ما تصنع .. هل أنت أوجدت مواده الأولية ؟! كيف يغفل بعض الناس عن الله الوهاب، خالق كل شيء ؟! من أين لنا بالورق، وبالحديد، وبالوقود، وبالأرض لنزرعها، وبالأنعام لنأكلها، وبالبحار لنركبها ؟! بل من سخر لنا كل هذا ؟! إنه الله الواسع الغني العظيم، قال تعالى: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور : ٣٧]، قال أهل التفسير: “أم عندهم خزائن ربك يتصرفون فيها” !!
 
إن الله تعالى سبحانه هو المتصرف في خزائنه، ينزل منها ما يشاء لعباده، وفق علمه وحكمته وما اقتضت رحمته، قال تعالى:  {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} [الحجر : ٢١] !!

لِماذا لا يجّل الغافلون (من غير المسلمين) ربهم الذي بيده خزائن السماوات والأرض، والذي سخر لهم كل شيء، فيستسلموا له وينقادوا لشرعه ؟! في الوقت الذي نجدهم يجلّون ويعظّمون دراساتهم وتجاربهم حول المادة وخواصها -وهي أصلا مسخرة من الله تعالى لهم- وكلما تقدموا في علومهم المادية خطوة؛ صرخوا صرخة المنتصر بأنهم قهروا الطبيعة بعلمهم .. وكأنهم في عداء مع ما هو أصلاً مسخر لهم.. وما علموا أن الله قادر على تغيير هذا المُسخّر إلى شيء مغاير؛ فيه هلاكهم، فالأرض التي جعلها الله تعالى ذلولاً للمشي في مناكبها طلباً للرزق، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك : ١٥])، قد تخسف بهم إذا أغضبوا الله تعالى وعصوه، قال تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك : ١٦] !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!