التأمل المفيد (٣٥٧)

الحلقة الثالثة والأربعون من سلسلة: “سماحة الإسلام؛ دين الحنيفية” قال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالحنيفية السمحة) [السلسلة الصحيحة (٢٩٢٤)] !!

قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: ٦٤] !!

من القضايا المثيرة للجدل في أمريكا؛ كلمة تنسب لبنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin)؛ تتحدث عن خطر اليهود على مستقبل أمريكا .. والذي أثار الجدل حولها؛ هو عدم الجزم بنسبتها إليه .. وبنجامين فرانكلين سياسي من مؤسسي أمريكا الأوائل؛ توفى عام ١٧٩٠ من الميلاد، ولم يتقلد منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أبدا، ورغم ذلك توجد صورته على الأوراق النقدية من فئة المائة دولار !!

وقد أنكر صحة نسبة هذا الخطاب إلى بنجامين فرانكلين بعض الكتاب الأمريكيين، من ذلك مقال بعنوان: (The Truth About America’s Most Virulent Anti-Semitic Forgery) .. ولذلك فإني أستغرب من حرص بعض المسلمين على الاستشهاد بكلمة مختلف في ثبوت نسبتها لقائلها -عند كلامهم عن فساد اليهود وإفسادهم- مع أن لدينا الكفاية في كتاب الله تعالى؛ عن اليهود وفسادهم، وكلام الله تعالى هو الحق؛ وهو الصدق، قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: ٨٧] .. كما أن واقع فساد اليهود وإفسادهم في هذا العصر -كما سيأتي بيانه- لهو أكبر شاهد على دلالة آيات الكتاب الكريم نحوهم، بل قد تعدى فسادهم بمراحل ممّا جاء في الكلام المنسوب لبنجامين فرانكلين عن خطر اليهود !!

وقد بين الله تعالى في الآية الكريمة -التي هي موضع التأمل في هذا المقال- فساد اليهود وإفسادهم من عدة وجوه:

الوجه الأول:

التطاول على الذات الإلهية؛ فكيف بعباده المؤمنين ؟!! فقد حكى لنا القرآن قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} !!

الوجه الثاني:

ازداد اليهود بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم -بسبب حقدهم وحسدهم وبغيهم- طغيانا وكفرا، قال تعالى: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ} !!

الوجه الثالث:

العداوة بين طوائف اليهود مستمرة إلى يوم القيامة، قال تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ} .. وهو ما نراه في عصرنا، حتى أن هناك جماعة من اليهود -حركة “ناطوري كارتا”- تعارض وجود دولة إسرائيل !!

الوجه الرابع:

كلما تآمروا على الكيد للمسلمين -بإثارة الفتن وإشعال نار الحرب- ردَّ الله كيدهم؛ وفرَّق شملهم، قال تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} .. وهذا ما نراه هذه الأيام في حرب الإبادة في غزة، إذ فضحهم الله تعالى في العالمين !!

الوجه الخامس:

ومن الصفات الأثيمة والملازمة لليهود؛ السعي بالإفساد في الأرض، قال تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} !!

يا لله .. آية واحدة فضحت فساد اليهود وإفسادهم .. فكيف بباقي الآيات الكريمات التي تناولت فضحهم ؟!!

هذا وإن من أقدار الله تعالى وحكمته أن تزامنت جرائم المجازر للمسلمين في غزة؛ وحرب الإبادة فيها؛ تزامنت مع فضح الله تعالى لليهود؛ من خلال تناول وسائل التواصل الاجتماعي فضائح يهودي إباحي يُدعى: جيفري إبستين (Jeffrey Epstein)؛ الذي انتحر في سجنه في نيويورك عام ٢٠١٩ من الميلاد .. وليس لي رغبة في ذكر تفاصيل فساده وإفساده -التي سمع بها القاصي والداني- من الإغرار بالقاصرات وتقديمهن لشخصيات ذات نفوذ؛ في جزيرته الموبوءة !!

ومن قبل إبستين(Epstein)؛ خرج فرويد اليهودي على الناس -من رحِم الجامعات حتى ينقاد الناس لباطله- يهون عليهم أمر الفاحشة؛ زاعما أن كبت الشهوة الجنسية يؤدي إلى الأمراض النفسية !!

ومن هؤلاء المفسدين: اليهودي الأمريكي كيو هفنر (Hugh Hefner)؛ الذي كان بحق أعظم مفسد إباحي عرفته البشرية على الإطلاق -بعد الشيطان الرجيم- طوال تاريخها الطويل، فقد عمِل بدون  كلل أو ملل -منذ عام ١٩٥٣ وحتى وفاته عام ٢٠١٧ من الميلاد- في تنفيذ مخطط إبليس اللعين: التعري؛ ونزع اللباس؛ وانكشاف السوءات؛ من خلال أفلامه ومجلاته الإباحية، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} [الأعراف: ٢٧] !!

وليس غريبا على اليهود تركيزهم على الإفساد الجنسي؛ فأسلافهم -ممن حرّفوا التوراة- اتهموا أنبياء الله عليهم السلام بالوقوع في الفواحش .. اتهموا لوطا وداود عليهما السلام بارتكاب الفاحشة، جاء ذلك في نصوص من كتابهم المحرّف .. عليهم لعائن الله !!

وإذا كان ما نقلته آنفا من إفساد أفراد من اليهود -لم يتجاوزوا عدد أصابع اليد- كان له ذلك الأثر البالغ في هدم القيم والأخلاق في مجتمعات الحضارة المادية؛ فكيف عساه سيكون أثر إفسادهم وقد اجتمعوا بالملايين في دولة الاحتلال ؟!!

فالحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام -دين الحنيفية السمحة- الذي أبان الله لنا فيه فساد اليهود وإفسادهم الكبير !!

اللهم حرر المسجد الأقصى؛ واحفظ المسلمين في فلسطين؛ وانصرهم على عدوك وعدوهم !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) ..
وللاطلاع على جميع المقالات اكتب في قوقل: مدونة فؤاد قاضي ..