التأمل المفيد (١٧)

الحلقة السابعة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

اللفتة القرآنية الإيمانية الخامسة في خلق السماوات والأرض:

قال الله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر : ٥٧]  !!

إن عظمة السماوات والأرض -هذا الخلق العظيم؛ الذي تعجز الأرقام عن وصف حجمها المهيب- ليختفي ويتلاشى أمام عظمة خالقها الله تعالى العلي الكبير !! في الحديث أنه جاء حبر من الأحبار إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : “يا محمد . إنا نجد الله يحمل السموات يوم القيامة على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع . فيقول : أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر : ٦٧][متفق عليه] !!

ولعل أهم عمل قلبي نقوم به لنقدر الله تعالى حق قدره؛ أن نستشعر عظمة خالق هذه السماوات العظيمة؛ باستشعارنا لاسمه (الكبير) الذي أُمِرنا بترديده بالتكبير مرات عديدة في الركعة الواحدة في الصلاة، *فالكبير سبحانه: الذي كبُر وعلا في ذاته، فهو أكبر من كل شيء، وأعظم، وأجلّ، وأعلى من كلِّ شيء سبحانه !!

لذا بين لنا سبحانه، وبين رسوله صلى الله عليه وسلم أن السماوات والأرض صغيرة وضئيلة بجانب كرسيه، قال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } [البقرة : ٢٥٥] .. وقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة) صححه الألباني [السلسلة الصحيحة (109)] .. مع إيماننا أن الله تعالى الكبير مستو على عرشه استواء يليق بجلاله، بدون تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!