التأمل المفيد (١٦)

الحلقة السادسة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
اللفتة القرآنية الإيمانية الرابعة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح : ٧]، قال أهل التفسير: “يقول تعالى ذكره: ولله جنود السموات والأرض أنصار ينتقم بهم ممن يشاء من أعدائه” !!

إن جنود البشر -حتى لو تمثلت في أسطول بحري عظيم بقطعه الكثيرة المتناثرة في تشكيل بحري، مع حاملة طائراته- لا يشغل سوى بضعة أميال من مساحات بحر مترامي الأطراف !! .. لكن لله {جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} .. وليس بضعة قطع في بضعة أميال من بحر أو محيط !!

تُرى من يملك الخيال ليتصور ولو ذرة ممّا يملك الله تعالى الواحد الْقَهَّار من جند في السماوات والأرض ؟! .. هل نتحدث عن ملائكته سبحانه؛ الغلاظ الشداد ؟! .. أم نتحدث عن قذف الرعب في القلوب، قال تعالى: {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} ؟![الأحزاب : ٢٦] .. أم نتحدث عن رباعية العذاب الربانية: الريح والصيحة والخسف والإغراق، قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ} ؟! [العنكبوت : ٤٠] .. أم نتحدث عن جند الله تعالى من الفيروسات المسببة لأخطر الأمراض، قال صلى الله عليه وسلم: “مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى أَعْلَنُوهَا إِلا ابْتُلُوا بِالطَّوَاعِينِ وَالأَوْجَاعِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا” ؟! [صحيح الترغيب (2187)].. وظهور الفاحشة الجنسية هو بانتقالها إلى مرحلة الإباحية !! .. {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ} [المدثر : ٣١] !!

وأعظم من كل هذه الجنود هو قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران : ١٢٦] .. فحتى الملائكة الذين ينزلهم سبحانه لنصرة المؤمنين؛ لا يريد منا أن نتعلق بهم، أو نركن إليهم .. يريدنا أن نأوي إليه سبحانه ونتوكل عليه وحده، فهو سبحانه الركن الشديد !!

كم نحن بحاجة إلى أن تتوهج عقائد المسلمين العسكرية بنور : {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض}؛ بعد إعداد القوة كما أمرنا الله تعالى !!

سبحانك ربي .. ما أعظمك !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!