التأمل المفيد (١٤)

الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

اللفتة القرآنية الإيمانية الثانية في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة : ٣٣] !!

هناك مقولة متداولة وصحيحة في عصر أسموه؛ عصر العلم، أنه : من يملك المعلومة ملك مصدر القوة !! وإذا كانت هذه المقولة صحيحة، ويؤمن بها الكثير من الناس، فالسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي يعلم العلم المطلق؛ الذي يستحق حقا وصف القوي المتين ؟!

 إنه سبحانه الذي قال للملائكة: {إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} !!

وقد أردف سبحانه اسمه العليم بصفات العزة والقوة والخلق والقدرة، قال تعالى: {الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [غافر : ٢]، وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [الحجر : ٨٦]، وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال}[الرعد : ٩]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [النحل : ٧٠] ..وقد أطال القرآن الكريم كثيرا في بيان صفة العلم لله تعالى !!

فأين يفر الناس من القوي سبحانه؛ الذي يعلم حركة كل خلية في الإنسان ويملكها ويتصرف فيها كيف يشاء ؟! والذي يعلم حركة كل ذرة في هذا الكون -ليس السماوات السبع والأرض وما فيهن فقط، بل حتى مصانع البشر، وكل ما يعتدون به من متاع هذه الدنيا- يملكه ويتصرف فيه كيف يشاء سبحانه !!

وإذا كانت البشرية قد أطلقت على هذا العصر بأنه عصر العلم، أو عصر الثورة العلمية .. فحري بها عموما، وبأهل الإسلام على وجه الخصوص أن يقفوا وقفة تأمل، تنتهي بالتواضع والتعظيم لمن يعلم ما في السماوات وما في الأرض، سبحانه، وينقادوا لشرعه القويم !!

سبحانك يا عليم ما أعظمك !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!