الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
جعل الله تعالى من التفكر في خلق الناس؛ وفي خلق ما حولنا من عظيم مخلوقاته -كما في كثير من آي الكتاب الكريم- طريقاً إلى معرفته وتعظيمه حتى يحققوا عبوديته، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : ٢١] !!
لكن النظر المجرد لهذه المخلوقات بدون اصطحاب ما قاله الله عنها في كتابه؛ لا يعدو أن يكون إعجاباً بجمالها وجمال ألوانها، كالنظر للزرع، أو إعجاباً بعظيم حجمها، كالنظر للسماوات !! ولا تحصل مع هذا النظر المجرد تلك اللفتات الإيمانية العظيمة التي ذكرها الله تعالى عن هذه المخلوقات؛ لترتقي بإيمان الإنسان وصلاح قلبه !!
وأول هذه المخلوقات التي سنتأمل في لفتات القرآن الكريم عنها هي السماوات والأرض:
اللفتة القرآنية الإيمانية الأولى في خلق السماوات والأرض:
خلق الله تعالى السماوات والأرض ولم يُشهِد على خلقهما أحدا، قال تعالى: {مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف : ٥١]، قال ابن كثير: “يقول تعالى: هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم، لا يملكون شيئا، ولا أشهدتهم خلقي للسموات والأرض، ولا كانوا إذ ذاك موجودين، يقول تعالى: أنا المستقل بخلق الأشياء كلها، ومدبرها ومقدرها وحدي، ليس معي في ذلك شريك ولا وزير، ولا مشير ولا نظير”، [تفسير ابن كثير (5/169)] !!
ما أشهد الله تعالى أحدا من خلقه حينما خلق قرابة مائة وسبعين مليار مجرة في الكون المنظور .. كل مجرة تحوي مليارات من النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك [موسوعة الويكيبيديا].. والكون في توسع مستمر !!
سبحانك ربي ما أعظمك !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!