الحلقة الحادية عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
قال الله تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}[النساء : ١٤٧].قال أهل التفسير: “ما يفعل الله بعذابكم؛ لأنه لا يجتلب سبحانه بعذابكم إلى نفسه نفعًا، ولا يدفع عنها ضُرًّا” !!
هذه الآية العظيمة الكريمة نزلت في المنافقين وليست في المؤمنين، إذ الآية التي قبلها قال الله تعالى فيها: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء : ١٤٥] !! وهي تحمل أدبا بالغا، فإذا كان خطاب الله تعالى للمنافقين بالرغم من شنيع جرمهم؛ {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ}.. فإنه من باب أولى أن نخاطب المؤمنين بما جاء في آخر الآية: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}, قال قتادة: “إن الله جل ثناؤه لا يعذِّب شاكرًا ولا مؤمنًا” !!
الآية الكريمة رد على من جعل حديثه للمؤمنين عن الإسلام مقتصرا على جانب العقوبة فقط !! وتَرَكَ حديث القرآن الطويل عن البشائر التي يبشر بها هذا الدين، والتي لا يعلم مداها وعظمتها وتنوعها إلا الله، قال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} [مريم : ٩٧]، قال أهل التفسير: “فإنما يسَّرنا هذا القرآن بلسانك العربي أيها الرسول؛ لتبشر به المتقين من أتباعك، وتخوِّف به المكذبين شديدي الخصومة بالباطل” !!
وقد أجمل لنا القرآن الكريم بشائر هذا الدين -في آيات كثيرة- بأنها سعادة في الدنيا وسعادة في الآخرة ، قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس : ٦٤]، وقال تعالى: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ} [فصلت : ٣١]، وقال تعالى: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران : ١٤٨]، وقال تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : ١٣٤] !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!