التأمل المفيد (١٠)

الحلقة العاشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

قال الله تعالى: {لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا} [مريم : ٩٤]* قال أهل التفسير: “لقد أحصاهم أي علم عددهم، وعدهم عدا تأكيد، أي فلا يخفى عليه أحد منهم” !!

يدخل في علم الله تعالى الواسع: إحصاء ومعرفة كل البشر  !! مع علمه سبحانه الواسع بغير البشر، كما قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام : ٥٩] !!

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي حصل للكثير من الناس في كل بلدان العالم حينما قل خوفهم من خالقهم ومالكهم سبحانه؛ الذي أحصاهم جميعا، مع علمه حتى بخائنة الأعين وما تخفي الصدور لكل هؤلاء المحصَين، في الوقت الذي ازداد خوف هذا البعض من بشر مثلهم لا يملكون لهم ولا لغيرهم ضرا ولا نفعا، حتى أصبحت بعض أجهزة الاستخبارات العالمية محفوظة ومعروفة لدى البعض؛ أكثر من أسماء الله تعالى، كالموساد الإسرائيلية والسي آي أيه الأمريكية والكي جي بي  الروسية ؟!!

لا شك أن الجواب: هو ضعف العلم بالله تعالى وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الجليلة !!

حري بِنا عند تلاوتنا لكتاب ربنا أن نتأمل الآيات الكثيرة المؤثرة التي دلت على سعة علم الله تعالى، مثل قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد : ٨]

سبحانك ربي ما أعظمك !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!