التأمل المفيد (٢٧٤)

الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ • وَطُورِ سِينِينَ • وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين : ١-٣] !!

نشر منتج أفلام فرنسي مسلم مقطعا قصيرا رائعا بعنوان (Mount Paran) (جبل فاران) .. في سيناريو يحكي قصة طبيب مسيحي، أشغله النص الإنجيلي الذي فيه (جبل فاران)، وهو يرى حضارته الغربية وصروحها الشامخة، لا تشبع خواء روحه، فينتهي به المطاف بعد التأمل والتفكير إلى معرفة الحقيقة: أن الرسالة الخاتمة والوحي الأخير كان عند جبل فاران (مكة المكرمة) !!

وقد ربط شيخ الإسلام ابن تيمية بين النص الانجيلي: “جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران” -جاء الرب يعني الوحي والرسالة، رسالة موسى عند طور سيناء، وعيسى في فلسطين، ومحمد في البلد الحرام صلى الله عليهم وسلم أجمعين- وبين آيات سورة التين في القرآن الكريم: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ • وَطُورِ سِينِينَ • وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين : ١-٣] [سورة التين: ١-٣]، ربطا عجيبا .. حيث بين أن كلمة أشرق أقوى من جاء ، وكلمة تلألأ أقوى من أشرق .. [الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (3/374)] !!

الله أكبر !! نعم فقد تلألأ الإسلام من مكة المكرمة (جبل فاران) عند البيت الحرام، على الدنيا كلها برسالة الإسلام الخالدة !!

وأعظم ما يذكرنا به هذا المقطع، هي دعوة إبراهيم عليه السلام خليل الله : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : ١٢٩] .. ونحن كمسلمين نعيش بحمد الله في نعمة الإسلام، ثمرة دعوة إبراهيم عليه السلام، لكن الكثير من أهل الكتاب يحتاجون منا أن نبذل جهدا، لنشر مثل هذا المقطع، حتى نذكرهم بما هو منصوص عليه في كتابهم، أن إبراهيم عليه السلام -وهم يؤمنون برسالته- جاء إلى البلد الحرام !!

وأنا لا أعرف مقطعا مثله في فكرته .. وخاصة مع تلاوة فضيلة الشيخ ياسر الدوسري في الحرم المكي .. فأرجو أن يكون له أثر إيجابي كبير على دعوة غير المسلمين، ويُوصى بنشره لكل من نعرف من غير المسلمين، ولمكاتب دعوة الجاليات في المملكة .. والمكاتب الدعوية خارج المملكة .. كذلك جميع الشركات والمستشفيات لكثرة غير المسلمين فيها !!

وهذا سبيل للدعوة قد يسره الله لنا .. ولنتذكر رحمة الأنبياء عليهم السلام بغير المسلمين، حينما كانوا يقولون لهم: {أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} [هود : ٢٦] !!

وأخيرا : علينا جميعا أن نتذكر كذلك الأجر الكبير المترتب على العمل على هداية الناس، قال صلى الله عليه وسلم : (فو الله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم) متفق عليه !!

مقطع الفيديو موجود على الصفحة الرئيسية لهذه المدونة (مدونة فؤاد قاضي) !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!