الحلقة الرابعة من سلسلة “الدوافع الربانية في المنافسة على حفظ كلام خالق البرية، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر : ٨٧] !!
بعد أن وفق الله تعالى وسلطنا الضوء -في الحلقة الماضية من هذه السلسلة المباركة- على أهمية الإقبال والتنافس على فهم وحفظ كلام رب العالمين لتزكية الإنسان نفسه بالوحي العظيم؛ نشرع في هذه الحلقة -بتوفيق من الله تعالى- بالحديث عن دوافع ربانية عظيمة -تدعونا لفهم وحفظ كلام ربنا تعالى- تصب هذه الدوافع جميعها في موضوع: أثر الوحي المطهّر في ترسيخ مسؤوليتنا تجاه تبليغ دين الإسلام للعالمين !!
وسيكون الحديث بإبراز بعض من محاور هذا الموضوع الكبير -باختصار شديد-:
المحور الأول: خطاب القرآن الكريم موجه للناس أجمعين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١] !!
المحور الثاني: الوحي فيه الحياة الحقيقية للناس أجمعين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: ٥٧] !!
المحور الثالث: الإسلام هو دين الرسل عليهم الصلاة والسلام أجمعين، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: ١٩] !!
المحور الرابع: بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم للناس أجمعين، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: ١٥٨] !!
المحور الخامس: بيت الله الحرام مبارك وهدى للعالمين، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٩٦] !!
المحور السادس: الشيطان عدو لبني آدم أجمعين، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس: ٦٠] !!
المحور السابع: باب التوبة مفتوح للعالمين، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣] !!
المحور الثامن: كل نفس من أنفس بني آدم ستموت، وتوفى أجورها يوم القيامة؛ إمّا إلى جنات النعيم، أو إلى نار الجحيم، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: ١٨٥] !!
أخيرا: إن الدرس العظيم المستفاد ممّا سبق بيانه: هو أن ما مر معنا من محاور -حول أثر الوحي المطهّر في ترسيخ مسؤوليتنا تجاه تبليغ دين الإسلام للعالمين- وكذلك ما فاتني ذكره من محاور أخرى في نفس الموضوع؛ قد اكتظ القرآن الكريم بمئات الأدلة عليه !!
أخي المسلم .. أختي المسلمة .. لنكن حريصين -في زمن كشّرت فيه الحضارات المادية في الشرق والغرب عن أنيابها؛ لتسوق البشرية نحو الانحطاط والدمار- لنكن حريصين على إعطاء كتاب الله تعالى الأولوية في أوقاتنا -فهما وحِفظا- حتى ترسخ في نفوسنا عِظم المسؤولية تجاه تبليغ دين الإسلام للعالمين، فإن الدعوة إلى الله تعالى سبيل سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨]، وحتى نعمل على إخراج من شاء الله تعالى له الهداية من التائهين من بني آدم من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [ابراهيم: ١]، وحتى لا يكون في نفوسنا أي حرج في إنذار هذه الحضارات المادية التي تتعالى علينا بباطلها، قال تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: ٢] !!
اللهم أعِنّا على حُسن صيام الشهر وحُسن قيامه !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!