الحلقة الخامسة والعشرون بعد المائة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : ١٨٥] !!
نقف مع هذه الآية الكريمة متأملين ومتدبرين:
هذه الآية الكريمة -ومثيلاتها كثير في القرآن الكريم- تخاطب غير المسلمين !! والسؤال الذي يطرح نفسه: من يقوم بتبليغ آيات الكتاب المبين، التي تخاطب غير المسلمين؛ ليروا دلائل وحدانية الله تعالى ؟!
الجواب: قام النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ آيات الكتاب المبين لغير المسلمين، وكذلك فعل كل من يقتدي به صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف : ١٠٨]، قال أهل التفسير: “قل لهم -أيها الرسول-: هذه طريقتي، أدعو إلى عبادة الله وحده، على حجة من الله ويقين، أنا ومن اقتدى بي، وأنزِّه الله سبحانه وتعالى عن الشركاء، ولستُ من المشركين مع الله غيره” !!
لقد كان همه صلى الله عليه وسلم تبليغ كلام ربه العلي القدير، عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه بالموقف، فيقول : (ألا رجل يحملني إلى قومه ؟ فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي) صححه الألباني [صحيح ابن ماجه (167)] !!
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم والذين اقتدوا به؛ ليتركوا غير المسلمين وشأنهم؛ إن هم وجدوا القرآن قدرا قرأوه، وإن لم يجدوه بقوا على جهلهم !!
لقد قام من اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم بدعوة غير المسلمين، ممتثلين قول الله تعالى لنبيهم صلى الله عليه وسلم: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ ۖ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [القصص : ٨٧]، قال أهل التفسير: “ولا يصرفَنَّك هؤلاء المشركون عن تبليغ آيات ربك وحججه، بعد أن أنزلها إليك، وبلِّغ رسالة ربك، ولا تكونن من المشركين في شيء” !!
وأخيرا: ليكن معلوما لدينا أن تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم كلام ربه لغير المسلمين كان أشمل من إسماعهم كلام الله تعالى فقط !! لقد كان صلى الله عليه وسلم يبحث عمّن يؤمن برسالته، ويحميه، ويحمل معه أعباء الدعوة !!
فكيف ينصرف البعض منا عن تبليغ كتاب الله تعالى لغير المسلمين، في عصر يسر الله تعالى فيه التواصل بين الناس عن طريق الشبكة العنكبوتية ! كما يسر سبحانه ترجمة معاني كتابه الكريم إلى لغات عِدة، على أكثر من موقع في الشبكة العنكبوتية؛ كموقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ؟!
فهل نقتطع جزءاً من وقتنا لنقوم بإيصال نسخ إلكترونية من ترجمة معاني القرآن الكريم لغير المسلمين عموما، على بريدهم الإلكتروني الموجود على مواقعهم على الشبكة !! ولمن نعرف منهم على وجه الخصوص ؟! فالكثير منهم سيتشجع لقراءة ترجمة معاني القرآن، لوصولها إليه على بريده الخاص، بدون معرفة أحد من معارفه !!
ومن ذلك أيضا دعم الجهات الدعوية التي تُعرِّف بالإسلام عن طريق الشبكة العنكبوتية كمركز “ركن الحوار” !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!