الحلقة السابعة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
قال الله تعالى لعبدة العجل من قوم موسى عليه السلام: *{أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ}* [الأعراف : ١٤٨]، قال أهل العلم في تفسيرها: “ألم يعلموا أنه لا يكلمهم، ولا يرشدهم إلى خير ؟” !!
إنها المشكلة الأزلية عند أعداء الرسل: اتخاذ آلهة صماء بكماء لا تتكلم ولا تتدخل في توجيه حياة البشر !! ذلك أن الدعوة إلى عبادة هذه الآلهة الصماء التي لا تتكلم؛ هي الضمان الأهم لسدنتها؛ في استمرار استعباد أتباعهم على مر العصور، وتوجيههم الوجهة التي يريدون. من هذه الأصنام: يغوث ويعوق ونسرا !! وبوذا .. وصور وتماثيل عيسى وأمه عليهما السلام !! وإله أسموه الاقتصاد في عصرنا؛ يصيغ سدنته للعالم مناهج ما أنزل الله بها من سلطان !!
وفي تاريخنا الإسلامي العظيم أبطل الله تعالى على يد إمام أهل السنة أحمد بن حَنْبَل بدعة خلق القرآن، وما تضمنته من نفي صفة الكلام لله تعالى التي كان يروج لها نفاة صفات الله تعالى، حتى يتسنى لهم توجيه حياة البشر بعقولهم القاصرة؛ التي أرادوا تأليهها من دون الله تعالى !!
ومن هنا يتبين لنا عناية القرآن الكريم بالحديث عن أسماء الله تعالى وصفاته في جُل آيات الكتاب العزيز، ومنها صفة الكلام لربنا سبحانه وتعالى .. من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل !!
وإذا كان الناس يعيبون على الرجل فيهم ألا يستطيع الإفصاح عمّا في نفسه بكلام مبين؛ فكيف عساهم ينظرون للأبكم الذي لا ينطق ؟!! فانظر إلى فساد قلوب وعقول عبدة الأصنام الصماء التي لا تتكلم !!
ولذا نجد أن الله تعالى لم يثبت صفة الكلام لنفسه فقط !! بل قال سبحانه عن كلماته التامة: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان : ٢٧] !!
سبحانك ربي ما أعظمك !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!