الحلقة الحادية والثمانون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان : ٢٠] !!
نزل أبونا آدم وزوجه عليهما السلام إلى الأرض، ليجدا ضخامة وعظمة وكثرة ما سخر الله لهما جميع ما في السماوات والأرض !!
لابد أن تتمعن أيها الإنسان في حجم هذا التسخير الضخم لك أنت، مخاطبا نفسك قائلا: يالقدرة الخلاق العظيم، الذي أمره بعد الكاف والنون سبحانه، قال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [النحل : ٤٠] !! فقد سخر لي ما في السماوات وما في الأرض !!
هيا لنتأمل في بعض ما سخره الله تعالى لآدم وزوجه عليهما السلام، وهو ما سخره سبحانه لي ولك ولكل إنسان !!
ليس المسخر لك خزانا من الماء في بيتك أو محل عملك، ولكنه أكبر من ذلك بكثير، وبما لا تستطيع الأرقام أن تعكسه !! إنها بحار وأنهار ووديان، قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ} [الأنعام : ٦]، كما زخرت هذه البحار والأنهار بالحياة البحرية؛ بما لا يحصي عدده إلا الله تعالى !! فخاطب نفسك وقل؛ يالقدرة الخلاق العظيم !!
وليس المسخر لك صندوقا من الفاكهة تبتاعه من حلقة الفواكه والخضار !! ولكنه أكبر من ذلك بكثير، وبما لا تستطيع الأرقام أن تعكسه !! إن الله سخر لك أكثر من نصف مليون نبتة من الأشجار، وبما لا يحصيه إلا الله تعالى من الأعداد لكل نبتة من هذه النبتات، قال تعالى: {يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : ١١] !!فخاطب نفسك وقل؛ يالقدرة الخلاق العظيم !!
وليس المسخر لك شركة كهرباء تمد بالطاقة البلدة التي أنت فيها، ولكنه أعظم من ذلك بكثير !! إنهما شمس وقمر يضيئان كوكب الأرض كله، قال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح : ١٦] !!
أخيرا: لا ينتهي الحديث عن ضخامة وكثرة ما سخر لك خالقك أيها الإنسان !! تامل فيها؛ لأننا بذلك نتعرف على عظمة المُسخِّر سبحانه، ونرتقي في تقديرنا له سبحانه !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!