التأمل المفيد (٢١٢)

الحلقة الثمانون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم : ٤٠] !! ثم لنتوقف معا مع هذه الوقفات الأربع:

أن تُقدِّر بشرا لأن لديه فرص عمل للتوظيف؛ هذا شيء !! وأن يستحضر قلبك أن الله خلقك وأوجدك من العدم فتُقدِّره؛ فهذا شيء آخر، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} !! وشتان شتان بين من سهّل عليك فرصة للعمل، وبين من خلقك وأوجدك من العدم !!

وأن يكون لك تقدير لمن يعتنون بمزارعهم وماشيتهم، حتى تجني منهم ما تحتاجه من المأكول والمشروب؛ هذا شيء !! وأن يستحضر قلبك أن الله هو زارع هذه الأشجار وموجدها وغيرها من النعم فتُقدِّره؛ فهذا شيء آخر، قال الله تعالى: {ثُمَّ رَزَقَكُمْ} !! وشتان شتان بين من يحرث الأرض، وبين من ينبت الزرع، ويكرمنا ويجود علينا بكافة أنواع النعم !!

أن تُقدِّر من قد يتسبب لك بضرر، فتحتاط له وتحذر منه؛ هذا شيء !! وأن يستحضر قلبك أن الله تعالى هو وحده الذي يميتك في أجل محتوم فتُقدِّره؛ فهذا شيء آخر، قال تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} !! وشتان شتان بين من قد يتسبب في إيقاع الضرر بك، وبين من هو قادر على إماتتك وحرمانك من الحياة كلها !!

أن تُقدِّر الطب والأطباء الذين يصفون لنا الدواء؛ هذا شيء !! وأن يستحضر قلبك أن الله تعالى سيحييك بعد أن أماتك فتُقدِّره؛ فهذا شيء آخر، قال تعالى: {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} !! وشتان شتان بين من جعله الله سببا في شفاء الناس، وبين من له القدرة على إحيائك بعد مماتك !!

لذلك لا ينبغي أن نمر على آية يُبين لنا ربنا فيها أنه سبحانه -يخلقنا ويرزقنا ويميتنا ويحيينا- ثم لا نزداد تقديرا لربنا سبحانه وتعالى !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!