التأمل المفيد (١٥٣)

الحلقة الحادية والعشرون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

 
قال الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [الفرقان : ٢٣] !!

وقفتان مع موت الملحد أستاذ الفيزياء ستيفن هوكينج –قلت ملحد لأنه يصرح بالإلحاد في كلامه- عسى الله أن ينفع بهما !!
  
الوقفة الأولى: يقول المؤمنون والمتأدبون بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم: أخذ ستيفن هوكينج نصيبه من الدنيا: شهرة ومكانة، غير أنه خرج من الدنيا ولا حسنة له !! فقد ثبت في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، *وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها)*، كما قال الله تعالى في شأنهم: *{وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [الفرقان : ٢٣] !!

الوقفة الثانية: كان على الملحد ستيفن هوكينج قبل مماته أن يخوض مجال علوم الفيزياء، *-التي أذن الله للبشر أن يسبروها، ليخرجوا للناس كنوز الأرض بالحقائق العلمية والتجارب المفيدة، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك : ١٥]-* دون الخوض في عالم الغيب، الذي أكرم الله تعالى البشرية بشيء منه من خلال كتبه سبحانه ورسله الكرام عليهم السلام !! فإلحاده لم يوقف الموت الذي كتبه الله تعالى على كل نفس، كما بين لنا ذلك سبحانه في كتابه الكريم، ولم يحيي دابة على هذه الأرض !! وإلحاده لم يأت بما يمنع نزول مطر، ولا نمو شجر !! فالله خالق كل شيء !! وإلحاده كذلك لم يحل أزمات العالم الغربي الأخلاقية المستعصية، حين خاضوا في ما منعهم الله من خوضه –التشريع لأنفسهم بما لم ينزل الله به من سلطان !!- ولذلك ما زاده إلحاده إلا كفرا وبعدا ومقتا وخسارا، قال تعالى: *{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا} [فاطر : ٣٩] !!
 
أخيرا: أقول لكل من خاض بتغريدة غالية، يترحم فيها على هذا الملحد، بدون أن يستنير بنور الوحيين –الكتاب والسنة كما بينت في الوقفة الأولى- فأقول له: الملحد ستيفن هوكينج قد خرج من الدنيا ولا حسنة له في الآخرة !! لكن يمكنك –إن استوعبت الوقفتين السابقتين- أن تهدي لكل كافر باق على قيد الحياة، سواء ألحد أو يعتقد اعتقادات شركية من سائر ملل الكفر!! وأنت ترى أنه أهدى البشرية علما في الفيزياء أو غيرها- تواصل معه وقدم له هدية، أعظم مما أهدى البشرية من علوم مادية، هو بأمس الحاجة إليها !!- *قدم له الإسلام لعل الله تعالى أن يخرجه على يديك من الظلمات إلى النور !!! ولعلك بعد موته، تلتقي به -إن أسلم- في جنات النعيم !!
 
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!