الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة : ٢٢] !!
مكاسب الدنيا وأجور الآخرة .. لا سواء !!
فمن منا لا تهفو نفسه لمكسب مادي مهول، أو لبيت واسع على أجمل طراز، أو لأراضٍ خضراء واسعة في أجمل دول العالم ؟!
لنعقد معا مقارنة بين صفة واحدة فقط: {أَجْرٌ عَظِيمٌ}، من أوصاف الأجور التي وعدنا الله بها، وبين صفقة من صفقات الدنيا, مهما كبرت وعظمت .. لنرى كيف هي عظمة الأجر عند من بيده خزائن السماوات والأرض .. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [المائدة : ٩] !!
بل غيتس – أغنى وأثرى رجل في العالم, , صاحب شركة مايكروسوفت الشهيرة – ، يا ترى كم سيكسب في صفقة تجارية رابحة ؟ -وهو الذي أخذ منه، جمع ثروته البالغة خمسة وثمانين مليارا وقتا طويلا، ستين عاما من الزمان- لا شك أنه سيخرج بربح لا يزيد في أنجح صفقاته عن مليار أو مليارين من الدولارات .. مما يعده أرباب المال ربحا كبيرا !!
وهذا الربح -مليار أو مليارين- هو أقل بكثير من قيمة شارع واحد .. بأبراجه وأسواقه في مدينة كُبرى كمدينة لندن أو شبيهاتها من المدن الكبرى !!
وعند المقارنة نجد أن الله تعالى يعطي المؤمن أجرا عظيما على عمل واحد يقدمه في دقائق من يومه, أعظم من الصفقة التي صفقها بيل غيتس التي لم تبلغ ثمن شارع في مدينة كُبرى كلندن ! .. بل أعظم من ثمن مدينة لندن بأكملها !! .. بل أعظم من ثمن مدن مجتمعة !!! .. بل أعظم من ثمن كوكب الأرض وما فيه !!!! .. فقد بين لنا صلى الله عليه وسلم أجر أداء سنة صلاة الفجر فقال: (ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها) !!
لاحظ خير من الدنيا ومافيها .. يعني خير من كوكب الأرض بأكمله !!
فكيف عساها تكون أجور من يكثر من الأعمال الصالحة وينوع فيها .. لا يعلم قدرها وعظمتها إلا الله تعالى ؟! .. إن أخلص النية لله تعالى !!
فكيف بمن قصد البيت الحرام للحج أو العمرة ؟! .. أو كيف بمن جاور فيه ؟! .. هذه هي التجارة الرابحة !! .. و المغنم الحق !!
أخيرا: صدق الله القائل سبحانه: {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [النحل : ٤١]، وفي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للجنة ما يجعل القلوب تطير شوقا: “فيها مالا عين رأت ، و لا أذنٌ سمعت ، و لا خطر على قلب بشر ” .. فمن يساوي متاع الدنيا الفاني الزائل .. بذاك النعيم العظيم الباقي ؟!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!