الحلقة السابعة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة : ٣٢] !!
مقتل ١٧ عشرا طالبا في مدرسة ثانوية في ولاية فلوريدا بأمريكا، أمس الأربعاء !!
وفقني الله تعالى أن كتبت مقالا قبل أسبوعين عن هذا الموضوع، في معرض كلامي عن مختلف أنواع الضلال البعيد الذي بات واقعا، جر إليه عدو الله إبليس غير المسلمين إليه، قلت فيه:
جريمة القتل عندهم: التي غالباً ما تقع من الكبار البالغين، أضحت في ثوبها الجديد وضلالها البعيد، في ديار غير المسلمين: قتل الأطفال لبعضهم البعض في المدارس، وهم لا يتجاوزون الثانية عشرة من العمر، وهي لا شك من عمل الشيطان ووسوسته حيث زين لأطفالهم اللهو بالسلاح، وحبب إليهم أفلام وألعاب العنف. فآتت علقمها وأحزانها بعد حين !!
وفي كتاب صدر عام ألفين ميلادي في الولايات المتحدة الأمريكية عن موضوع قتل الأطفال لبعضهم البعض، أصاب الناس هناك بالذعر والهلع، حيث أبان فيه الكاتب أن معدل قتل الأطفال في المدارس في كل أمريكا: مقتل طفل كل ساعتين !!! الكتاب للدكتور جيمس شو، وعنوانه: “لماذا ارتكب جاك وجل جريمة القتل” ؟!! وذكر في كتابه أنه قام بزيارات ميدانية وقابل بعض القتلة من الأطفال في السجون !!
وفي مقالي هذا، وبعد حادثة فلوريدا بيوم، أهدي غير المسلمين نصيحة قرآنية تحسم لهم موضوع الأمن -إن كانوا يحبون الناصحين- وهي أن الله تعالى خَص من استسلم له وآمن به بنعمة الأمن، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام : ٨٢]، قال أهل التفسير: “الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ولم يخلطوا إيمانهم بشرك، أولئك لهم الطمأنينة والسلامة” !!
والأمن في الإسلام يحصل بحفظ الضرورات الخمس، بما شرع الله تعالى من شرائع لحفظها، وهي: الدين والنفس والعقل والمال والعرض !!
فلله الحمد لله على نعمة الإسلام، الذي وهبنا به هذا الأمن، غير أننا نعلم أنه أمن يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية !!
أخيرا: أَمَّا غير المسلمين فقد انتفى -بسبب شركهم وتمردهم على خالقهم، وليس بسبب مناهجهم الدراسية- أصل الأمن لديهم !! فالدين أضاعوه بعبادتهم غير الله تعالى، والأنفس أزهقوها كقتل الأطفال لبعض البعض في المدارس، كما أزهقوا ملايين الأنفس بحروبهم الظالمة، والعقل أفسدوه بتعاطي المحرمات وقراءة الإلحاد والضلال، والمال محقوه بالربا وغيره من التعاملات المالية المحرمة، وأمّا ضياع العِرض والفضيلة فهذه تجارتهم التي لا يُشَق لهم فيها غبار !!! إلا أن يسلموا لله رب العالمين !! بوابة الأمن التي دخلها قبلهم المؤمنون !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!