الحلقة السادسة عشرة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!
عَنْ عَبْدالله بِنْ عَمْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهُمْ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٌ فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ وأيمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمارَةِ وَإِنْ كَانَ لمن أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِنَّ هَذَا لمن أَحَبِّ النَّاسِ إلي بَعْدَهُ) أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ !!
هذا الحديث الشريف يبرز جانبا من عظمة خُلُقه صلى الله عليه وسلم، وتعامله بطبيعته البشرية مع بعض الصحابة في أمور كُبرى ومصيرية؛ كاختيار أسامة رضي الله عنه للإمارة !!
لقد بين صلى الله عليه وسلم خطأ من طعن في إمارة أسامة؛ بيانا مال فيه إلى إظهار الحجة؛ مع قطعه صلى الله عليه وسلم -كما قال شُراح الحديث- بسلامة العاقبة في إمرة أسامة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ) !!
وشرح الحُجة التي أقامها صلى الله عليه وسلم على من طعنوا في إمارة أسامة، هي كما قال العلماء: “إن تطعنوا في إمارته فقد أثمتم بذلك .. لأن طعنكم بذلك ليس حقا كما كنتم تطعنون في إمارة أبيه وظهرت كفايته وصلاحيته للإمارة ، وأنه كان مستحقا لها فلم يكن لطعنكم مستند ، فلذلك لا اعتبار بطعنكم في إمارة ولده” !!
في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!