التأمل المفيد (١٢٦)

الحلقة الثانية عشرة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

أن يتحمل صلى الله عليه وسلم؛ وهو بشر !! ويطيق ويعمل -بعد توفيق الله تعالى له واصطفائه- على تحقيق رسالة للبشرية جمعاء؛ لهو أكبر وأضخم دليل على ما في خلْق الإنسان من عظمة، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء : ٧٠] !! ليبقى هذا الرسول البشري العظيم صلى الله عليه وسلم قدوة لسائر المسلمين في تحمل أعباء رسالتهم العالمية !! 

نعم إنه مشروع للعالمين !! وليس مشروعا لمؤسسة صغيرة !! ولا حتى مشروعا محليا يستهدف بلدة واحدة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : ١٠٧] !!

لم يترك صلى الله عليه وسلم طريقا لإنجاح مهتمه العالمية إلا سلكه، من ذلك: عرض نفسه على الناس بالموقف قائلا: “أَلا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ ؛ فَإِنَّ قُرَيْشًا مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي ” صححه الألباني [صحيح ابن ماجه (167)]!! ففتح الله تعالى عليه بالنفر القليل من الخزرج من يثرب في موسم الحج، فكانت الإنطلاقة التي عمّ الهدى بعدها العالمين !!

وفي المقابل كيف وصل الحال عند بعض المسلمين ألا يتحرك لهداية غير المسلمين، وقد يكون يعرف بعضهم ! فيبخل عليهم حتى بنسخة مترجمة من القرآن الكريم؛ يجدها مجانية على الشبكة !! بل وصل النزول في ذلك إلى درجة ألا ينصح بعض المسلمين أخاهم المسلم المقصر في الصلاة لرب العالمين؛ حين يراه جالسا في السوق مثلا؛ والنَّاس بقربه في المساجد مصلين !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!