الحلقة الحادية عشرة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!
يحتاج البشر لبلوغ أهدافهم التي وضعوها إلى بذل الكثير من الجهد والوقت والمال من أجل تحقيقها !! وفي عصرنا الحاضر انبهر كثير من المسلمين بِجَلَد غير المسلمين وصبرهم وبذلهم الجهد العظيم لتحقيق ما رسموه من أهداف لنشر قيمهم !! وينسى أو يتناسى هؤلاء المنبهرون ما كان يبذله النبي البشري صلى الله عليه وسلم من جهد عظيم لا يوازيه جهد؛ في سبيل تحقيق رسالة الإسلام العظيمة التي نأت عن حملها السماوات والأرض والجبال !!
لقد تفرد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم يعملون لتحقيق أهدافهم العظيمة في أمرين:
أولا: تفردوا في المنهج الذي رسموه لأتباعهم في البذل والتحمل، قال صلى الله عليه وسلم: (لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد)صححه الألباني [صحيح الجامع (5125)] !! فليس هو البذل فقط، بل كذلك تحمل أذى الناس !!
ثانيا: تفردوا في نوعية التحفيز لأتباعهم حتى يبذلوا المزيد !! فهم لم يعِدوا أتباعهم بالفوز بالجنة فقط !! بل وعدوهم كذلك بحتمية تحقق أهدافهم المشروعة في هذه الدنيا؛ حتى لو بعد حين !! قال صلى الله عليه وسلم لخبَّاب لما قال له: “ألاَ تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا” قال: (واللهِ لَيتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يَخاف إلا اللهَ أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)[صحيح البخاري (3852)] !!
في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!