التأمل المفيد (١٢٢)

الحلقة الثامنة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

إذا استطاع صاحب شركة أن يجعل من العاملين لديه متفانين في نجاحها؛ يبذلون وسعهم للنهوض بها، ويفرحون لتميزها وتصدرها، ويحزنون لتراجعها وانحسارها !! فإنه يكون بذلك متميزا في إدارته لهم !!

ما ذكرته؛ كلمات إعجاب لمدير شركة ناجح !! فأي كلمات تتسع لها أوراق الكتب لوصف إعجابنا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جعل من أتباعه -وليس من عدد يسير من الموظفين- حملة لقضية الإسلام؛ يبذلون كل ما يملكون من مال ووقت وفكر لخدمتها، ويفرحون لاعتلائها ونصرها، ويحزنون لتراجعها وانحسارها ؟؟!!

لعل النقاش التالي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يبرز لنا أحد أسرار حملهم -رضي الله عنهم- لقضية الإسلام، قال عمر: “يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس فخلهم يعملون” [رواه مسلم (31)] !!

لم يقل صلى الله عليه وسلم لعمر : أنا الرسول وأنا صاحب الرسالة فكيف تقول لا تفعل ؟؟!!
لقد علم صلى الله عليه وسلم صدق نصح عمر رضي الله عنه في قوله: “فإني أخشى أن يتكل الناس فخلهم يعملون”، فوافقه صلى الله عليه وسلم على رأيه !! وصدق الله تعالى القائل: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم : ٤] !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!