التأمل المفيد (١٢١)

الحلقة السابعة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

سؤال: ما الحكمة في تعظيم الإسلام من شأن الأخلاق حتى قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ؟ [السلسلة الصحيحة (45)] !!
الجواب: هدف الإسلام الأعظم هو هداية العالمين. والأمر المشترك بين العالمين هو التعامل !! فإن غير المسلم لا ينظر إلى عبادة المسلمين في الغالب، لأنه يرى أن العبادة أمر خاص بكل دين !! أمّا ما يؤثر فيه، ويجذبه إلى الإسلام؛ فهو التعامل الذي يفقهه ويعرفه كل البشر !! مع يقين المسلم أنه لا شيء أعظم من عبادة الله تعالى تدفعه نحو الأخلاق الحسنة التي أمر بها الإسلام !!

ومع أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها كانت تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتحنث الليالي ذوات العدد في الغار، إلا أنها لم تذكره بهذا التحنث حينما أتاها صلى الله عليه وسلم خائفا أول نزول الوحي !! إنما كانت رضي الله عنها -كسائر البشر- تفقه أهمية التعامل وحُسن الخُلُق، فقالت:  “كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”. [متفق عليه] !!

ولأن المعاملات تملأ الجزء الأكبر من وقت المسلم؛ فإن للرسول صلى الله عليه وسلم توجيه يضبط معاملة المسلم مع بيئة الحرم المكي .. قال صلى الله عليه وسلم عن حرم مكة: (لا يُعضد شوكه، ولا يُنفّر صيده, ولا يَلتقِط لُقطته، إلا من عرَّفها ..)[متفق عليه]. ولو تسامع غير المسلمين عبر وسائل الإعلام -التقليدي منها والجديد- أن المسلم لا ينفّر أو يخيف الصيد في البلد الحرام؛ لأدركوا أن هذا الحكم يدعو -من باب أولى- إلى التعامل الراقي مع الإنسان؛ في البلد التي أرادها الله تعالى هدى للعالمين !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!