التأمل المفيد (١١٦)

الحلقة الثانية من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

لماذا لا يُعلن للناس عامة، وللنخب المثقفة خاصة أنه: ما صد الناس عن دين الله تعالى شيء أعظم من ابتداع مواصفات للتقوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، من قِبَل أصحاب الأديان المحرفة، ومن قبل الفرق الضالة المنحرفة عن دين الإسلام !! ومنها ما ابتدعه النصارى -عبّاد الصليب- فقد اشترطوا على التقي لديهم -الراهب- ألا يتزوج النساء ولا يمتلك من الدنيا شيئا !!

وليس غريبا إذن مع بدعة الرهبانية المناقضة لفطرة الإنسان؛ أن يصل البُغض لفكرة الدين والإله إلى ظهور برامج تلفزيونية متخصصة -لدى غير المسلمين- تعمل على السخرية من الدين ومن وجود إله للبشر!!

في ديننا الإسلامي العظيم لا تُترك التقوى لعبث العابثين؛ يحددون لها مسارا لا يتماشى مع فطرة الإنسان !!

لقد استطاع الإسلام بسماحته ومراعاته لفطرة البشر أن يجعل من عالم الدين تقيا، والمهندس تقيا، وسائق سيارة الأجرة تقيا، والحلاق تقيا، وكل أفراد المجتمع المسلم أتقياء، وذلك بسؤالهم عن أمور دينهم، ومعرفة الحلال والحرام فيما يحتاجونه من أحكام، لينالوا رضى ربهم تعالى !! فالسؤال مؤشر للتقوى، قال تعالى عن أسئلة الصحابة رضوان الله عليهم:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} !!
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} !!
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ} !!
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} !!

ولذا غضب صلى الله عليه وسلم لمن وقع في خطأ لعدم السؤال:(أَلَا سَأَلُوا إِذَا لَمْ يَعْلَمُوا؟ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ) [صحيح الجامع ( 4362)] !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!