التأمل المفيد (٩٧)

الحلقة التاسعة من سلسلة الجنة والكعبة .. وتذكير الحجر الأسود لنا بالجنة -كونه منها- مرات عديدة يوميا؛ كلما اتجهنا إلى القبلة؛ في صلاة وغيرها مما شرع لنا ربنا استقبال القبلة له !!

من أعظم ملذات الدنيا: التفكير الإيجابي، وما يتبعه من كلام جميل !! فيا ترى إلى أي مدى سيرتقي فكرنا وكلامنا -حين يكرمنا ربنا ويدخلنا الجنة بمنه وفضله ورحمته- ونحن في الحضرة الإلهية؛ قد ارتقينا من قراءة كلام رب العالمين إلى رؤيته والكلام معه سبحانه ؟؟!!

ما الذي سيجول في فكرنا هناك في الجنة، وما الكلمات التي سنطلقها؛ وقد أيقنا أنّا من أصحاب اليمين، قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ • إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَه} [الحاقة : ١٩-٢٠] ؟؟!! أي نبرة صوت جميلة ستخرج بها هذه الكلمات: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} !! وقد رأينا في دنيانا من مواقف الفرحة لبعض الناس؛ ما يجعلهم يبكون لخبر سار أو نجاح أو ترقية، فضلا عن علامات السرور والحبور والضحك البادية على وجوههم تعبيرا عن شدة فرحهم الذي هم فيه ؟؟!!
 
وانظر لأهل الجنة وهم يقولون لربهم في تفكير راق وكلمات مهذبة رقيقة، ردا على قوله سبحانه لهم في الجنة: (تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟) !! فيقولوا: “أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ، أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ”[رواه مسلم (297)] !! نعم إن تفكيرهم لا يزال في دائرة استيعاب هذا الأمر الجلل الذي وقع لهم؛ وهو دخول الجنة والنجاة من النار !!

اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!