التأمل المفيد (٩٥)

الحلقة السابعة من سلسلة الجنة والكعبة .. وتذكير الحجر الأسود لنا بالجنة -كونه منها- مرات عديدة يوميا؛ كلما اتجهنا إلى القبلة؛ في صلاة وغيرها مما شرع لنا ربنا استقبال القبلة له !!

قال الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [النساء : ٦٩] !!

ما أعظم أن يكرمنا الله تعالى برفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم .. في الدار الآخرة حيث الحياة الحقيقية؛ بوجود النبيين والصديقين والشهداء والصالحين !!

كيف عساها تكون مشاعر الفرح والغبطة عند وقوع النظرة الأولى منك على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وما وصف المكان الذي التقيته فيه في الجنة ؟! كيف تسلم عليه وماذا يجيش في صدرك من معاني تريد أن تقولها له صلى الله عليه وسلم ؟!

كيف هي مشاعر الصالحين من الأمم السابقة وهي تلتقي من أُعطي الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود صلى الله عليه وسلم؛ الذي وعده الله تعالى ؟! ذلك المقام الذي يشفع فيه صلى الله عليه وسلم في الخلائق ليفصل الله تعالى بينهم، فيحمده كل أهل الموقف !! وهل يمكنك وصف مشاعر الفرح أنك من أمته صلى الله عليه وسلم حينذاك ؟!

صف لنا فرحة أهلك وذريتك وهم يشاركونك رؤية سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، فأهلك وذريتك  الذين اتبعوك في الإيمان معك، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور : ٢١]، قال أهل التفسير: “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم في الإيمان، وألحقنا بهم ذريتهم في منزلتهم في الجنة، وإن لم يبلغوا عمل آبائهم؛ لتَقَرَّ أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيُجْمَع بينهم على أحسن الأحوال” !!

وبهذا الخيال الجميل مع نص قرآني ممّا ورد عن الجنة؛ يلتهب شوقنا إليها من جديد !!

اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!