التأمل المفيد (٢)

الحلقة الثانية من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مر معنا في الحلقة الأولى: “إنه الانتساب الأعظم والأشرف لأي إنسان أن يكون اعتقاده وعبادته وتعامله ودعوته مستقى من هدى ربنا سبحانه، ذي الأسماء الحسنى والصفات العلى !! {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} !!

وأستأنف الحديث اليوم -بعون الله تعالى وتوفيقه- عن ضرورة أن نكون ربانيين في دعوتنا إلى الله تعالى ..  بأن نتعلم من هديه سبحانه، ومن هدي نبيه صلى الله عليه وسلم المنهج الدعوي الصحيح والأمثل للدعوة إلى الله تعالى !!

وتكمن أهمية اختياري لهذا الموضوع في أمور: 
أولها: أن لله تعالى طريقة ربانية عظيمة ومؤثرة في دعوة الناس إليه سبحانه .. فالدين دينه سبحانه .. والخلق خلقه سبحانه .. وهو سبحانه أعلم بأنجح الطرق في دعوة الناس إليه، وعرض دينه عليهم، سواء كانوا غير مسلمين، لإدخالهم في دائرة الإيمان؛ أو مسلمين، ليزدادوا إيمانا !!

ثانيها: قد يتساهل البعض في عدم تعلم المنهج الرباني في الدعوة إلى الله تعالى؛ فيضعف بذلك تأثيره على الناس، وفي بعض الأحيان قد يكون تأثيره سلباً على المدعوين !!

والعجيب أن الناس قد جُبِلوا على اختيار أفضل الطرق وأقواها إقناعا لإنجاح عملية بيع وتصريف سلعهم ومنتجاتهم !! ثم قفزوا في عصرنا هذا قفزات في مجال التسويق؛ بتخصيص دراسات جامعية لذلك، ودورات متقدمة !! فدِين الله تعالى -الذي فيه سعادة الدارين- أولى باهتمام المسلم في معرفة واختيار أنجح السبل للدعوة إليه، لأن فيه أغلى سلعة يرومها كل إنسان -الجنة- وكفى بها من سلعة !!

وأنا لا أزعم أني سآتي على عرض منهج متكامل للدعوة إلى الله تعالى، فهذا جهد قام به علماء السلف والخلف في كتاباتهم عن الدعوة إلى الله تعالى من القرآن الكريم والسنة المطهرة !!

ولكنني كفرد من أفراد المسلمين، محب للدعوة إلى الله تعالى ، فإنني سأشارك إخواني القرّاء في التذكير بأهم ما ينبغي أن نكثر في الحديث عنه، حين ندعوا إلى الله تعالى: وهي موضوعات اختارها ربنا سبحانه وتعالى، وأطال القرآن فيها، ونوع في طرحها .. والمتكلم بها سيصيب في الدعوة إلى الله تعالى ولا يخطئ بإذن الله تعالى، وسيكون أثره إيجابيا على المدعوين بإذن الله تعالى !!

فإلى الحلقة القادمة لنبدأ -بتوفيق الله تعالى- بطرح أول موضوعات الدعوة المؤثرة على الناس !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!

One Reply to “التأمل المفيد (٢)”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *