الحلقة السابعة من سلسلة “شمولية التوبة وأثرها الكبير في نهضة الأفراد والمجتمعات”، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور : ٣١] !!
قلت -بتوفيق الله تعالى- في الحلقة الثانية من هذه السلسلة: “درج بعض المسلمين من المفرطين -في الماضي وفي عصرنا الحاضر- على حصر الذنوب والخطايا في الموبقات السبع وفي التقصير في أمور العبادات الكبيرة، وفي بعض الأخلاقيات السيئة جدا؛ كالكذب والخيانة والحسد وغيرها !! ثم ترك هذا البعض مساحة لا يستهان بها من الأخطاء؛ ولم يعدوها ذنوبا !! كذلك لم يعدوا ترك الواجبات في أبواب كثيرة من الأعمال التي يقوم بها الإنسان خلال يومه وليلته ذنوبا، وأخرجوها من دائرة محاسبة الله تعالى عليها” !!
وفي هذه الحلقة أبدأ -بتوفيق الله تعالى- بطرح بعض الواجبات المنسية التي لا يتوب الناس من تركها، وبعض المنهيات المنسية التي لا يتوب الناس من فعلها !!
إن مجالات العمل اليومية للإنسان كثيرة ومتنوعة؛ كالعبادة، وطلب العلم، والعمل لبناء أسرة مطمئنة، ثم العلاقات الاجتماعية حيث الأخوة في الله، يأتي بعد ذلك التعاون على البر والتقوى لبناء مجتمع متماسك، ثم تتوق نفس الإنسان لبناء أمة واحدة موحدة لله تعالى !! هذه المجالات تزخر بالأنشطة المختلفة التي تحقق في آخر المطاف البلاغ المبين لدين الله تعالى !!
من هذه الواجبات المنسية عند البعض: التقصير في فهم أصول دينهم وتعلمها كما نزل بها الكتاب الكريم وجاءت بها السنة المطهرة؛ مما تسبب في ضعف التمسك بالدِّين لديهم !! من ذلك: التقصير في معرفة شروط كلمة التوحيد؛ وهي -كما ذكرها الحافظ الحكمي- العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والاخلاص والمحبة !! [مدارج القبول ج2 ص419] !!
وبمعرفة هذه الشروط ينتفي عند بعض المسلمين حصرهم كلمة التوحيد على أن الله واحد وليس ثلاثة -كما تزعم النصارى- ليصبح التوحيد عندهم بالإضافة إلى معرفتهم بوحدانية الله تعالى وربوبيته- أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الجليلة- ليصبح التوحيد عندهم كذلك؛ توحيد إخلاص وصدق ومحبة في الانقياد لله تعالى !! ولكل شرط من هذه الشروط دليله من الكتَاب والسنة !!
ولو وقفنا وقفة تأمل عند شرط الانقياد لله ظاهرا وباطنا؛ لعرفنا سر التقصير في التمسك بأهداب الدين عند البعض في هذا العصر !!
وهكذا نجد أثر التوبة العظيم، حيث يقوم المقصرون لفهم كلمة التوحيد الشامل؛ بالتوبة الصادقة وبتعلم العلم النافع، وتحقيق العبودية لله تعالى، وتحولهم إلى شخصيات إيجابية فاعلة ومؤثرة في مجتمعها !!
اللهم اجعلنا من التوابين ومن المتطهرين !!
نواصل في الحلقة القادمة -بعد عون الله تعالى وتوفيقه- الحديث عن شمولية التوبة وأثرها الكبير في نهضة الأفراد والمجتمعات !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!