الحلقة السادسة والعشرون من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
اللفتة القرآنية الإيمانية الثانية عن مصانع الغذاء الحقيقية في العالم كله !!
كم هو عظيم ومدهش خلق الله تعالى للزرع ؟! إنك تجد تحت الأرض في أي بقعة يزخر فضاؤها بالخَضَار؛ جذورا؛ تمتص الماء؛ بلا كلل ولا ملل؛ في الليل أو النهار .. قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ • أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً • ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً • فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً • وَعِنَباً وَقَضْباً • وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً • وَحَدَائِقَ غُلْباً • وَفَاكِهَةً وَأَبّاً • مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} [ عبس : ٢٤ – ٣٢] !!
نعم -{مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}- وهنا لفتة إيمانية عظيمة !! وهذا من عظمة هذه المصانع الربانية؛ أنها لا تنتج طعامنا نحن البشر فقط !! بل وطعام الأنعام؛ التي خلقها الله تعالى لنتغذى عليها !! جاء ذلك في أكثر من آية، كقوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ} [طه : ٥٤]، وكما في قوله تعالى: {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} [السجدة : ٢٧]، وكما في قوله تعالى: {فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ} [يونس : ٢٤] !!
والغريب أنك تجد البعض -من غير المسلمين- مع كل ما يراه من إبداع للخالق سبحانه في عالم النبات؛ يحصر فرحه في ما توصل إليه من العلم عن كيفية زراعته والمحافظة عليه وحصاد محصوله واستخراج الدواء من بعض أعشابه .. ولو جمع مع هذا العلم الدنيوي التجريبي الذي حصّله؛ التفكر في خالق هذه النباتات؛ لعرف أنه الإله الحق؛ المستحق للعبادة وحده سبحانه !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!