التأمل المفيد (٢٣)

الحلقة الثالثة والعشرون من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

اللفتة القرآنية الإيمانية الحادية عشرة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} [الحجر : ١٦] !!

لأن الله تعالى يعلم حاجة الإنسان إلى السفر ومعرفة اتجاهات الطُرق؛ فقد أكرمه سبحانه وأنعم عليه بأن جعل له في السماء علامات من النجوم للاهتداء بها، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ} [الأنعام : ٩٧]، فهل تمر أيها الإنسان -بمنظر السماء المزينة وعلاماتها التي تهديك في ظلمات البر والبحر – هكذا مرور الكرام ؟!

لقد مكّن الله تعالى لبعض المتخصصين من غير المسلمين قبل عقود من صعود الفضاء والنزول على القمر، ولا يزالون في رحلاتهم للفضاء .. ورأوا من عظيم خلق الله في هذا الكون وتقديره وتدبيره ما لم يروه من قبل .. فلم تدفعهم هذه المعرفة للاستسلام لله تعالى واتباع دينه الحق، الذي تتوافق؛ شمولية شريعته وكمالها مع عظمة خلق هذا الكون ودقة نظامه، وأن مصدر كليهما إله واحد له الأسماء الحُسنى والصفات العُلى، وصدق الله تعالى القائل عن مثل هذا الصنف من الناس: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف : ١٠٥] !!

أمّا المؤمن فقد وجهه الله تعالى بالتفكر في ما خلق في هذا الكون، حتى لو كان جرما صغيرا كالقمر، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا أهل الهلال: (الله أكبر, اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لِما تحب وترضى , ربنا وربك الله) حسنه الألباني [صحيح الجامع (4726)] !!

وإذا كانت النجوم قد جعلها الله تعالى للاهتداء بها في ظلمات البر والبحر؛ فإنه سبحانه جعل أهلة القمر مواقيت للناس والحج، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة : ١٨٩] .. ألا ما أكرم الإنسان على الله !! فقد سخر له نجوما وشمسا وقمرا لخدمته وراحته !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!