التأمل المفيد (٣١٠)

الحلقة الثلاثون “الأخيرة” من سلسلة “واقع الأسرة بين حضارة الإسلام الربانية العظيمة وحضارة الغرب المادية .. مقارنة من الواقع” !!

قال الله تعالى: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء: ٢٥]، وقال تعالى: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: ٥] !!

التزام العفاف؛ والبعد عن الفاحشة والعشق الحرام؛ هي وصية ربانية للرجال والنساء؛ في كل زمان وفي أي مكان !!

وقد اخترت -بتوفيق الله تعالى- أن تكون آخر حلقة من حلقات هذه السلسلة عن بيان أكبر وأخطر ما سيعجل بزوال الحضارة المادية المعاصرة -بعد كفرها بالله العظيم؛ وبمنهجه القويم- وهو الوقوع في الفاحشة والعشق الحرام؛ إلا أن يستسلموا لله رب العالمين !!

كذلك أرجو أن يكون إفراد هذا الموضوع بمقال؛ علاجا لبعض المنبهرين بالغرب من أبناء المسلمين؛ الذين ما فتئوا يكذبون بقولهم: انظروا إلى نساء الغرب يمشين مع الرجال بأمان -سافرات بدون حجاب- ولا ينزو بعضهم على بعض .. وكذبوا .. فها هي الحقائق بأرقامها تبين لكل ذي بصيرة أن الحضارة المادية تترنح بسبب هذا التبرج والسفور والاختلاط !!

ولا يظن ظان أن الوقوع في الفاحشة والعشق الحرام -وما يولده من خيانات زوجية؛ لدى الحضارة المادية المعاصرة- هو وليد عصر الشبكة العنكبوتية؛ وما فيها من أفلام وصور إباحية ..  كلا .. فقد ارتضوا هذه الرذائل -خارج مفهوم الزواج- مند أمد، كما سهلت لهم صناعة حبوب منع الحمل في الستينيات الميلادية ارتكاب الفاحشة -وكان ذلك قبل اكتشاف الانترنت-، وإن كانت الشبكة العنكبوتية قد سرّعت من عمليات الفساد والانهيار الأخلاقي الكبير !!

أخيرا: المقارنة بين الأُسرتين -المسلمة وغير المسلمة- في موضوع: التزام العفاف؛ والبعد عن الفاحشة؛ والعشق الحرام؛ الذي هو موضوع التأمل في هذا المقال:

الأُسرة المسلمة: أدركت من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أشْرَاطِ السَّاعَةِ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويَكْثُرَ الجَهْلُ، ويَكْثُرَ الزِّنَا، ويَكْثُرَ شُرْبُ الخَمْرِ ..)[متفق عليه]؛ أن ما تراه من كثرة الزنا وشرب الخمور -خاصة تفشيه لدى غير المسلمين- قد نبأها به رسولها صلى الله عليه وسلم؛ قبل ألف وأربعمائة سنة؛ وأنه من أشراط الساعة، فنأت بنفسها أن تكون من المرتكبين لهذه الكبائر الشنيعة .. فكيف وهي تعلم عقاب الإسلام الأليم -في هذه الدنيا- لمرتكبي فاحشة الزنا -وهو الجلد إن كان غير محصن؛ والرجم إن كان محصنا- لبُغض الله تعالى الشديد لهذه الفاحشة؛ ومقته لأهلها ؟!!

أمّا الأُسر غير المسلمة -من أتباع الملل والنحل المنحرفة- فإنه وبالرغم من استحلال الحضارة المادية للعلاقات الحرام؛ إلا أن هناك مئات الألوف من أفراد هذه الأُسر -في أمريكا لوحدها- لا تشبعها تلك العلاقات الحرام، حيث لجأ كثير منهم إلى الاعتداء الجنسي .. وهذه إحصائية عن عدد المسجلين كمعتدين جنسيا -بعضهم في السجون، وبعضهم خارجها- في عام ٢٠٢٢ من الميلاد؛ حيث بلغ أكثر من (٧٨٠٤٠٧) سبعمائة وثمانين ألفا وأربعمائة وسبعة [ويكيبيديا] !!

وللوقوف على مدى استفحال جريمة الوقوع في الفاحشة والعشق الحرام في مجتمعات الحضارة المعاصرة؛ فإنني سأقف ثلاث وقفات مهمة في هذا الموضوع:

الوقفة الأولى: استفحال الاعتداء الجنسي لديهم؛ حتى طال المؤسسات الدينية .. في خبر نشرته قناة (BBC) العربية: “اعترف البابا فرانسيس بأن رجال الدين اعتدوا جنسياً على الراهبات، وقال: إن الكنيسة كانت تحاول معالجة المشكلة، لكنه قال: المشكلة لا تزال مستمرة” .. يا ترى كم شجع مثل هذا الإجرام -من قِبل بعض الرهبان- كثيرا من عامة الناس لديهم بفعل مثله ؟!

الوقفة الثانية: استفحال الاعتداء الجنسي في أمريكا حتى طال المؤسسات الأمنية -حاميها حراميها؛ كما يقال-، فبعد جرائم الإفراط في استعمال القوة من قبل رجال الشرطة -وقد قُتِل بسبب ذلك ضحايا اشتُهِرت قصصهم؛ كجورج فلويد؛ ذي الأصول الأفريقية- يأتي بعد ذلك الاعتداءات الجنسية من قِبل رجال البوليس !!

في خبر نشرته قناة (CNN) الإخبارية جاء فيه: “اتُّهم ضباط الشرطة في الولايات المتحدة بأكثر من (٤٠٠) حالة اغتصاب على مدى تسع  سنين” !!

أمّا بخصوص الاعتداءات الجنسية داخل القوات المسلحة الأمريكية؛ فقد نقلت قناة (CNN) الإخبارية تقارير مفادها: “قفزت الاعتداءات الجنسية داخل القوات المسلحة الأمريكية بنسبة ١٣٪؜ .. وأن الجيش تلقى (٨٨٦٦)بلاغا بالاعتداء الجنسي؛ في السنة المالية لعام ٢٠٢١ من الميلاد !!

الوقفة الثالثة: بقي أن يدخل في زمرة المعتدين جنسيا؛ النساء (Female Sex Offenders) .. وهذا ما حصل بالفعل !!

في المملكة المتحدة؛ نُقِل عن الدكتور جو سوليفان -في مقال بعنوان: (مرتكبو جرائم الجنس مع الأطفال من النساء: أكثر شيوعًا مما تعتقد) (Female Child Sex Offenders: More Common Than You Think)- قوله: “أنه في حين أن غالبية مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال هم من الرجال؛ إلا أن هناك بحثًا يُظهر أن ما يصل إلى ٢٥٪؜ من جميع هؤلاء المجرمين هم من النساء” !! يا للهول .. النساء اللاتي من المفترض أن يكن مربيات وحاضنات للأطفال- يسلك بعضهن هذا المسلك الإجرامي !!

إن هذا البركان الثائر لديهم: فتنة الجنس -سواء كانت استباحة للعلاقات الجنسية؛ أو الاعتداء على النساء والأطفال- لن يخمد حتى يقضي على إنسان الحضارة المادية -ذكورا وإناثًا- إلا أن يستسلموا لخالقهم العظيم؛ وينقادوا لمنهجه القويم !!

فالحمدلله أن جعلنا من أُسر مسلمة !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!