الحلقة السادسة من سلسلة “الدوافع الربانية في المنافسة على حفظ كلام خالق البرية، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر : ٨٧] !!
ومن الدوافع الربانية العظيمة التي من شأنها ترغيب المسلم بقوة في التنافس على فهم وحفظ كلام ربنا تعالى؛ ما أودعه الله تعالى في كتابه العزيز من أدعية ربانية كثيرة يدعو بها المسلم، والدعاء هو العبادة، قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [صححه الألباني في صحيح الترغيب (١٦٢٧)] !!
وموضوعات أدعية القرآن الكريم كثيرة، منها: سؤال الله تعالى الهداية، وسؤاله خيري الدنيا والآخرة، وغفران الذنوب، ودخول الجنة والنجاة من النار، والقبول، والثبات على الحق، وسؤاله تعالى الأزواج والذرية الصالحة، وإقامة الصلاة، وانشراح الصدر، وتيسير الأمر، والتعوذ من الشياطين، والتعوذ من الفتن، وشكر النعم، وسؤاله تعالى الصبر، والرحمة، والنصر على الأعداء، والوفاة على الإسلام، وغيرها من موضوعات الأدعية كثير في كتاب الله تعالى !!
ألا ما أعظم أن يهتم المسلم بفهم وحفظ كلام ربه تعالى، حتى يكون في صدره شيئ من الأدعية القرآنية؛ يدعو الله تعالى بها كلما مر عليها وهو يتلو ورده من القرآن الكريم !!
ومن المهم تعلم شروط وآداب الدعاء، قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: “فالمشروع للمؤمن في حال الدعاء أن يقبل على الله بقلب حاضر، وأن يجتهد في الإخلاص لله، وحسن الظن به -جل وعلا-، ويلح في الدعاء، ويكرر، ويسأل الله بأسمائه وصفاته -جل وعلا- وتوسله بذلك، مع ملاحظة ما ذكرنا من الحذر من التلبس بالحرام أكلًا أو شربًا أو ملبسًا، أو غير ذلك”[موقع الشيخ ابن باز]، قال صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) [حسنه الألباني في صحيح الجامع (٢٤٥)] !!
أخيرا: إن الدرس العظيم المستفاد ممّا سبق بيانه: هو عناية القرآن الكريم بتعليم المؤمنين ألوانا من الأدعية الربانية، وحثهم على دعائه سبحانه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦] !!
أخي المسلم .. أختي المسلمة: لنكن حريصين على إعطاء كتاب الله تعالى الأولوية في أوقاتنا -فهما وحِفظا- حتى نتعلم العشرات من الأدعية القرآنية؛ ممّا يسهّل علينا القيام بعبادة الدعاء العظيمة، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه” [مدارج السالكين (١٠٣/٣)] !!
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .. اللهم أعتق رقابنا من النار !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!