التأمل المفيد (٢٥٢)

الحلقة العشرون بعد المائة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !! 

قال تعالى عن المؤمنين: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ *سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ* }[الفتح : ٢٩] !!

ما نسميه سمتا باديا على محيا من يخشون الله تعالى !! هو أكبر من أن يوصف بالسمت !! إنما هو العلامة الخاصة التي منحها الخالق من فوق سبع سماوات لمن يستحقها ، وعليه فلا شهادة عليا في كل مؤسسات الدنيا التعليمية تؤهل الإنسان لها، إلا من علم الله صدقه فاختاره واصطفاه، ومنحه تلك العلامة !!

ما أعظمها من صفات، فمع الناس: أشداء على الكفار رحماء بينهم .. ومع الله تعالى: تراهم ركعا سجدا !!

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل ورد أن العلامة التي يحدثها السجود في الجبهة من علامات الصالحين ؟
فأجاب: ليس هذا من علامات الصالحين، ولكن العلامة هي النور الذي يكون في الوجه، وانشراح الصدر، وحسن الخلق، وما أشبه ذلك . أما الأثر الذي يسبِّبه السجود في الوجه: فقد يظهر في وجوه من لا يصلُّون إلا الفرائض، لرقة الجلد وحساسية عندهم، وقد لا تظهر في وجه من يصلي كثيراً ويطيل السجود . اهـ. [مجموع فتاوى العثيمين 13/188] !!

وخلاصة القول: نحن نحتاج أن نتصفح أخبار سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، وكيف كان رضاهم وأخذهم وإقبالهم على الإسلام كله !! كما قال المفسرون في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا *ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً* وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [البقرة : ٢٠٨]، حتى نتأهل لتلك السمة الربانية العالية !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!