الحلقة العشرون بعد المائة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال تعالى عن المؤمنين: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ *سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ* }[الفتح : ٢٩] !!
ما نسميه سمتا باديا على محيا من يخشون الله تعالى !! هو أكبر من أن يوصف بالسمت !! إنما هو العلامة الخاصة التي منحها الخالق من فوق سبع سماوات لمن يستحقها ، وعليه فلا شهادة عليا في كل مؤسسات الدنيا التعليمية تؤهل الإنسان لها، إلا من علم الله صدقه فاختاره واصطفاه، ومنحه تلك العلامة !!
ما أعظمها من صفات، فمع الناس: أشداء على الكفار رحماء بينهم .. ومع الله تعالى: تراهم ركعا سجدا !!
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل ورد أن العلامة التي يحدثها السجود في الجبهة من علامات الصالحين ؟
فأجاب: ليس هذا من علامات الصالحين، ولكن العلامة هي النور الذي يكون في الوجه، وانشراح الصدر، وحسن الخلق، وما أشبه ذلك . أما الأثر الذي يسبِّبه السجود في الوجه: فقد يظهر في وجوه من لا يصلُّون إلا الفرائض، لرقة الجلد وحساسية عندهم، وقد لا تظهر في وجه من يصلي كثيراً ويطيل السجود . اهـ. [مجموع فتاوى العثيمين 13/188] !!
وخلاصة القول: نحن نحتاج أن نتصفح أخبار سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، وكيف كان رضاهم وأخذهم وإقبالهم على الإسلام كله !! كما قال المفسرون في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا *ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً* وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [البقرة : ٢٠٨]، حتى نتأهل لتلك السمة الربانية العالية !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!