الحلقة الثامنة عشرة بعد المائة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى؛ {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم : ٣٠] !!
سن التكليف المغلوط عند غير المسلمين !!
فإن مَثَل من خالف الفطرة -أي الدين، كمَثَل من شرب ماء نار بدلا من الماء .. فإن في ذلك هلاكه !!
من الأمثلة الصارخة على ما سبق ذكره، تحديد غير المسلمين لسن الثامنة عشرة كسن لتكليف الإنسان، وهو أمر مضحك ومستهجن وغير منطقي عند أولي الألباب .. ليس لتأخيرهم سن التكليف ثلاثة أعوام عن البلوغ فحسب، مخالفين بذلك ما اختاره الله تعالى ميقاتا لتكليف عباده .. لكن لكونهم يمنعونه تحت الثامنة عشرة عن تعاطي المسكرات أو ممارسة الفاحشة -وحسنا فعلوا لمنعه منها، مع أنه لصغره قد لا ينجذب إلى مثل هذه المهلكات- ثم إذا بلغ الثامنة عشرة وأصبح أقوى جسدا وأشد شهوة، سمحوا له عندها بممارسة الرذيلة واقتراف الفواحش، وكأنهم بذلك أذنوا له بالإجرام بشرب أم الخبائث واقتراف سائر أنواع الفواحش الجنسية ولعب الميسر والقمار !!
ثم يصرخون بعد ذلك من انحدار القيم وتفاقم الجريمة ! إنها الثمرات المُرة المهلكة لأي منهج يريد إصلاح النفس البشرية وتزكيتها بمنأى عن الوحي المطهر، وصدق الحق سبحانه: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل : ٣٣] !!
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام حتى ترضى .. ولك الحمد إذا رضيت .. ولك الحمد بعد الرضا !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!