التأمل المفيد (٢٤١)

الحلقة التاسعة بعد المائة من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا • وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} [مريم : ٧٣ – ٧٤] !!

أجزم أن حفظ هاتين الآيتين الكريمتين، أو شبيهاتها -من قبل كل مسلم ومسلمة- ومعرفة معناهما، ضروري بدرجة قصوى في زمن الانبهار الذي حصل عند الكثير؛ جراء التقدم المادي الهائل لدى غير المسلمين !!

كان ولا يزال؛ سبب رفض كثير من غير المسلمين الدخول في الإسلام والفوز بسعادة الدنيا والآخرة؛ إذا دعاهم المسلم الموحد إليها -سواء قبل البعثة المحمدية، أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كما هو سبب نزول الآيتين، أو في عصرنا هذا، وحتى قيام الساعة- أن يقولوا : أينا أكثر تقدما ماديا في مجلسه وفرشه ؛ {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} !!

وإذا كانت حجة كفار قريش العوجاء في عدم الدخول في الإسلام؛ هي كون مجالسهم وفرشهم أفضل وأكثر تقدما من مجالس وفرش المسلمين يومئذ؛ فلك أن تتصور حجة بعض كفار اليوم التي تدفعهم إلى الاستكبار عن الدخول في دين الله .. أقلها سيكون؛ أينا هبط على سطح القمر !!

وكأن الاستسلام لله عندهم يعني ترك التقدم المادي !! يالغرابة هذا المنطق الأعوج !! إن ديننا أخرج للدنيا علماء في شتى أنواع العلوم !!

ولا يظن ظان أن هذه الحجة العوجاء التي يستكبر بسببها الكفار عن الدخول في الإسلام؛ أنها ردة فعل لما يرونه من سلوكيات خاطئة من كثير من المسلمين، تُهدر بسببها الأموال والأوقات !! كلا .. فقد رفعوها حتى عندما دعاهم سيد الأولين والآخرين الذي كان كما وصفه ربه سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم : ٤] !! والذي كان لا يصرف لحظة إلا في خير، صلى الله عليه وسلم !!

لكن فات غير المسلمين أن يعوا جواب الله تعالى لمن تمرد عليه بسبب تقدمه المادي، وهي الآية الثانية التي جزمت بضرورة حفظها: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا}، وفيها بين الله تعالى أنه أهلك من كانوا أحسن أثاثا -صناعة- من قريش، لرفضهم الدخول في دين الله العظيم  !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!