التأمل المفيد (٢١٩)

الحلقة السابعة والثمانون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} [الصافات : ٥]، وقال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} [المعارج : ٤٠]، قال الشيخ بن عثيمين: “والمراد بآية الجمع : مشارق الشمس ومغاربها، باعتبار مشرقها ومغربها كل يوم، لأن كل يوم لها مشرق ومغرب غير مشرقها ومغربها بالأمس، أو أن المراد بالمشارق والمغارب مشارق النجوم والكواكب والشمس والقمر.” [فتاوى نور على الدرب (2/5)] !!

نقف مع هاتين الآيتين الكريمتين متأملين ومتدبرين:

يذهلنا شروق وغروب الشمس والقمر، فكيف بشروق وغروب ترليونات النجوم، {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ}  ؟؟!!
ولعظمة غروب وشروق النجوم، فقد أقسم الله تعالى بهذه الظاهرة، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ} [النجم : ١]، قال أهل التفسير: “أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت.” !! فكيف عساها تكون عظمة شروق وغروب ترليونات النجوم ؟؟!!

ألا ما أعظم الالتفات إلى السماء، والحديث عن عظيم ما فيها من إبداع الخلاق العليم؛ في دعوتنا إلى الله تعالى ؟! فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، التفت إلى ظاهرة شروق وغروب الشمس ليحاج عدو الله النمرود، قال تعالى: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة : ٢٥٨]، فكيف عساه يكون أثر كلامنا؛ في دعوتنا إلى الله تعالى؛ عن شروق وغروب ترليونات النجوم ؟؟!!

وقد سمى الله تعالى نجما من النجوم في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ} [النجم : ٤٩]، قال أهل التفسير: “وأنه سبحانه وتعالى هو رب الشِّعْرى، وهو نجم مضيء، كان بعض أهل الجاهلية يعبدونه من دون الله.” !!*
*يقول أهل الاختصاص من الفلكيين إن نجم الشعرى يكبر شمسنا بمرتين !! كما قالوا  إن هناك نجما في مجرتنا؛ مجرة التبانة، يكبر الشمس بخمسة مليارات مرة .. سبحان الله الخلاق العظيم !!

إن الذي يمسك بهذه الترليونات من النجوم أن تقع على الأرض هو الله تعالى العلي الكبير: قال تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحج : ٦٥]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر : ٤١] !!

وأخيرا: هناك مادة علمية شيقة معروضة في مواقع مخصصة عن الفلك وعلومه، حري بالمسلمين أن يتصفحوها، ليستفيدوا ويفيدوا؛ في مجال تعظيم خالق الشمس والقمر والنجوم؛ الخلاق العليم !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!