الحلقة الرابعة والثمانون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب : ٣٥] !!
حُق لهذه الآية الكريمة أن يرددها المسلم في وجه كل مبغض لما شرعه رب العالمين من أحكام للمرأة؛ تراعي طبيعتها !!
إنها آية تؤكد أن النساء شقائق الرجال في أعظم الموضوعات العقدية والعملية؛ التي كرّم الله تعالى بها البشرية !!
وفِي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال) صححه الألباني [صحيح الجامع (١٩٨٣)]، قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: “فالمعنى والله أعلم أنهن مثيلات الرجال فيما شرع الله، وفيما منح الله لهن من النعم، إلا ما استثناه الشارع فيما يتعلق بطبيعة المرأة وطبيعة الرجل.” !!
والسؤال: لماذا اخترت الكتابة عن هذا الموضوع: “النساء شقائق الرجال” ؟؟! وما علاقة آية سورة الأحزاب الكريمة به ؟؟!
الجواب: اخترته؛ لأن مبغضي الإسلام من غير المسلمين -خاصة في هذا العصر- جعلوا من موضوع المرأة هدفا للطعن في الإسلام !! وأسموا ما جاء في كتاب الله تعالى المبين وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المطهرة؛ من أحكام ربانية للمرأة؛ مراعية طبيعتها أسموه بالخطاب الذكوري، أي المنحاز إلى الرجال !!
وجهلوا أو تجاهلوا آية سورة الأحزاب العظيمة التي أطلقت باب التنافس بين الرجال والنساء في أعظم الموضوعات العقدية والعملية؛ التي تسعدهم في الدنيا والآخرة !! ومن جهة أخرى كأنما الآية الكريمة تردد عشر مرات أن النساء شقائق الرجال !!
لقد أطلقت الآية الكريمة التنافس بين الرجال والنساء في الارتقاء في درجات العبودية لله تعالى بالإسلام والإيمان والقنوت؛ {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} !!
وأطلقت التنافس بين الرجال والنساء في نيل حُسن الخلق بالتحلي بصفتين عظيمتين؛ الصدق والصبر؛ {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} !!
وأطلقت التنافس بين الرجال والنساء في استحضار رقابة الله تعالى بالخشوع له سبحانه؛ {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} !!
وأطلقت التنافس بين الرجال والنساء في الإحسان للآخرين بالصدقات؛ المفروضة والنافلة؛ {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} !!
وأطلقت التنافس بين الرجال والنساء على نيل التقوى بالصيام لله تعالى؛ المفروض منه والنافلة؛ {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} !!
وأطلقت التنافس بين الرجال والنساء على المحافظة على العفاف بغض البصر وحفظ الفرج؛ {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} !!
وأطلقت التنافس بين الرجال والنساء في أن يكون اللسان رطبا بذكر الله تعالى؛ {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} !!
إنه تنافس بين الرجال والنساء ينتهي بدخول جنة عرضها السماوات والأرض، قال تعالى في آخر آية سورة الأحزاب: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، وقال تعالى في التنافس على نعيم الجنة: {خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين : ٢٦] !!
ألا إن النساء حقا شقائق الرجال؛ كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم !! ولهن حق منافسة الرجال فيما أجاز الله لهن؛ كما بينته آية سورة الأحزاب وغيرها من الآيات الكريمات !! وأمّا السنة المطهرة؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شُعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان) [رواه مسلم]، وكل هذه الشُعب مكان للتنافس بين الرجال والنساء !!
وأخيرا: إن الذي أعمى هؤلاء من مبغضي الإسلام من غير المسلمين -الذين يطعنون في أحكام خصها الله تعالى للنساء- هو عمى بصائرهم، وليس أبصارهم؛ فهم يَرَوْن -بلا أدنى شك- اختلاف طبيعة المرأة عن الرجل، قال تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج : ٤٦] !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!