التأمل المفيد (٢٠٤)

الحلقة الثانية والسبعون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج : ٣١] !!

نقف مع هذه الآية الكريمة متأملين ومتدبرين:

مع انتشار جرثومة “كورونا” في الصين وغيرها من الدول، نطرح سؤالا مهما: أيهما أشد وأعظم خطرا على الإنسان: جرثومة كورونا أم جرثومة الكفر؛ وما تحمله من ثقافات الشرك والإلحاد ؟!
البعض منا لا يزال لا يستشعر خطر جرثومة الكفر على غير المسلمين، التي ساعد على نشرها بينهم في هذا العصر؛ ما ابتكروه من وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسرعتها الفائقة، في حرية تامة، لنشر كل معتقد فاسد، بما في ذلك عبادة الصلبان، وحتى عبادة الفئران !!

وحتى لا يفهم القارئ أني لا أعير اهتماما للأمراض ، فإني أبادر فأقول: لا يجادل أحد في ضرورة اتخاذ كافة الأسباب لمقاومة وعلاج الأمراض على وجه العموم، والفتّاك المعدي منها على وجه الخصوص !!

لكن ما لفت انتباهي هي حالة الاستنفار العالمية غير المسبوقة تجاه مرض؛ لم يبلغ ضحاياه حتى العشرة ملايين !! بينما بلغ تعداد من أصابته جرثومة الكفر المليارات !! كل واحد من هذه المليارات قال الله تعالى فيه: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق}، قال أهل التفسير عن حال المشرك: ” في بعده عن الهدى وفي هلاكه وسقوطه من رفيع الإيمان إلى حضيض الكفر، وتخطُّف الشياطين له من كل جانب- كمثل مَن سقط من السماء: فإما أن تخطفه الطير فتقطع أعضاءه، وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح، فتقذفه في مكان بعيد.” !!

إن الرحمة -التي يحملها أتباع أرحم البشر؛ النبي صلى الله عليه وسلم؛ الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : ١٠٧]- الرحمة التي يحملها المؤمنون للعالمين؛ أكبر وأجل من أن تنحصر في الخوف عليهم من الأمراض الجسدية فقط !! بل تعدت إلى إنذار الناس بخطر جرثومة الكفر؛ التي ما تصيب أحدا إلا أماتت قلبه، كما بين الله تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام : ١٢٢] !! فقد أصابت جرثومة الكفر العرب قبل البعثة المحمدية فأماتت قلوبهم !! ثم أحيا الله تعالى منهم -بدعوة الإسلام الخالدة- من شاء، وجعل له نورا من الحق يمشي به في الناس !!

وقد وصم الله تعالى غير المسلمين بأنهم موتى القلوب في أكثر من آية، منها الآية الكريمة التي مرت معنا آنفا، ومنها قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ} [النمل : ٨٠]، قال أهل التفسير: “إنك -أيها الرسول- لا تقدر أن تُسمع الحق مَن طبع الله على قلبه فأماته.” !!

وأخيرا: لا ننسى المصير المخزي الخطير الذي ينتظر غير المسلمين؛ النار، قال تعالى:{قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحج : ٧٢] !!
فهلا رحمناهم؛ بإعلان كل واحد منا -نحن المسلمون- حالة طوارئ؛ ليعالج من مات قلبه من غير المسلمين بجرثومة الكفر؛ ببذل جهد أكبر في دعوتهم إلى دين الإسلام العظيم ؟؟!!

وكما يقال: أفضل وسيلة للدفاع؛ الهجوم !! فإن دعوة غير المسلمين؛ فيها حماية للمسلم من أن تصيبه جرثومة الكفر؛ المنتشرة في فضاء الانترنت؛ الذي أحال قارات العالم إلى قرية صغيرة، أسهل وأيسر وأسرع ما في هذه القرية التواصل الفكري !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!