التأمل المفيد (١٦١)

الحلقة التاسعة والعشرون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} [الحديد : ٢٧] !!

قبل أسابيع معدودة قتل راهب -في دير المقاري بمصر- قتل كبير الرهبان بعمود حديدي !! وسبب القتل هو عدم تحمل الراهب العيش وفق قوانين الرهبنة التي ابتدعها النصارى منذ القرن الثالث الميلادي؛ مما أدى إلى نشوب خلاف بينهما !! ولا زالت جلسات محاكمة الراهب متواصلة حتى اليوم !!

وسبب تأملي لهذه الحادثة هو إطلاع المسلم على قوانين الرهبنة الثلاثة؛ التي لابد من العيش بها إذا أراد المسيحي أن يصبح -بزعمهم- رجل دين !! حتى يعرف المسلم نعمة الإسلام الذي هو دين الفطرة !!

قوانين الرهبانية ثلاثة:
(١) البتولية: وتعني عدم الزواج !!
(٢) الفقر: ويعني عدم امتلاك أي شيء !!
(٣) الطاعة الكاملة لكبير الرهبان !!

والعجيب أنهم يُصلّون -خلال حفل ترسيم الرهبان الجدد- صلاة يسمونها صلاة الموت !! ويعنون بذلك موت هؤلاء الرهبان عن الدنيا !! حيث يستلقي الرهبان الجدد على الأرض، ويُغطى كامل أجسادهم بقماش وتبدأ بعد ذلك صلاة الموت !! [مقاطع حفلات الترسيم هذه موجودة على اليوتيوب] !!

أخيرا: الحمد لله الذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة؛ ليقول للنفر الذين أرادوا مخالفة الفطرة ببعض الأعمال: (أنتم الّذين قلتم كذا وكذا؟!، أما والله إنّي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنّي أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوّج النّساء، فمن رغِبَ ( أعرض ) عن سنّتي فليس منّي) [رواه البخاري] !!

والحمدلله ثانيا على قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ) [متفق عليه] .. فأهل السنة -ولله الحمد- على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!