التأمل المفيد (١٥٨)

الحلقة السادسة والعشرون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ • وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ • وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف : ٣٣-٣٥] !!

ثلاث آيات متتاليات في سورة الزخرف، كفيلة بعلاج مرض الانبهار بالحضارة الغربية المادية !!

يبين الله تعالى لنا في هذه الآيات: أنه لولا لطفه ورحمته سبحانه بنا من أن نُفتن بما يُعطي الكافرين من تقدم مادي -يدر ذهبا وفضة- لأعطقى الكافرين أكثر بكثير مما أعطاهم الآن، ولجعل كل زاوية من زوايا بيوتهم -الأبواب والأسقف والسرر والسلالم، كما سمت الآيات-  ذهبا وفضة !! والزخرف هو الذهب !!

ذلك أن الدنيا وضيعة عند الله تعالى، ولا تسوى عنده جناح بعوضة، ولو كانت تسوى جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء !! كما صح بذلك الحديث الشريف .. : [السلسلة الصحيحة (686)]، فكيف وقد أعطاهم ما هو أكبر من جناح البعوضة بكثير ؟!! أعطاهم التقدم المادي الذي يدر ذهبا وفضة !! إذن الدنيا فعلا لا تساوي حتى جناح البعوضة !! ولذلك أنهى الله تعالى الآية الكريمة بقوله: {وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} .. فجنة المتقين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!

وللأسف؛ فقد انبهر كثير من المسلمين بالقليل الذي أعطاه الله للكافرين في هذا العصر!! فكيف لو جعل بيوتهم ذهبا وفضة، إذاً لكفرت البشرية كلها، بِما فيهم المسلمون !!! كما بين تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}، قال المفسرون: أي أمة واحدة على الكفر !!

وأخيرا: فإن ما وفقني الله لكتابته هنا، لا يعارض أبدا اتخاذ الأسباب للنهوض بالأمة من كبوتها المعاصرة، التي تسببت حتى في فتنة غيرها من الأمم عن الصراط المستقيم !!
ما كتبته يجب أن نوصله للمنبهرين بالحضارة المادية، الذين لا يفرقون بين غثها وسمينها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!