التأمل المفيد (١٥٥)

الحلقة الثالثة والعشرون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة : ٧] !!

لأن الله تعالى أحسن الخالقين -كما قال تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : ١٤]- فإنه سبحانه إذا خلق شيئا أحكمه وأتقنه من أول مرة : {أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}، أمّا البشر، فإنهم إذا صنعوا شيئا؛ أخذوا في تطويره المرة تلو الأخرى !!

والتأمل في الإتقان الذي خلق الله تعالى به كل ما خلق سبحانه -كما قال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل : ٨٨]- باب عظيم من أبواب عبادة التفكر التي وجهنا الله تعالى إليها في كثير من آي الكتاب الكريم !!

من أمثلة ذلك أتقن ربنا سبحانه وتعالى عملية خلق الجنين في بطن أمه، منذ خلق أول جنين، ولم يحتج سبحانه إلى تطويرها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [الحج : ٥] !!

ومن أمثلة ذلك: أتقن ربنا سبحانه وتعالى عملية إخراج اللبن من بهيمة الأنعام -تلك العملية الإعجازية- منذ خلق بهيمة الأنعام، ولم يحتج سبحانه إلى تطويرها، قال تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ} [النحل : ٦٦] !!

أخيرا: عملية التمثيل الضوئي في النبات -تلك العملية الإعجازية- أتقنها الله تعالى في النباتات منذ خلقها، ولم يحتج سبحانه إلى تطويرها، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا}[الأنعام : ٩٩] !!

وحتى التأمل فيما لم يذكر الله تعالى في كتابه الكريم ممّا لا يُحصى من المخلوقات؛ تجد الإتقان سمة منذ أوجدها الخلاق العليم !!

فسبحان الله أحسن الخالقين !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!