الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!
قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : ٢١] !!
أختاه .. وجِّهي أسلحتك الفاتنة التي حباك الله تعالى تجاه زوجك !!
فإن الله تعالى قد حبى المرأة من المفاتن -لحكمة بالغة- ما يمكِّنُها من دفع بيت الزوجية المؤسس على التقوى إلى النجاح الباهر والفوز الكبير والسعادة في الدنيا والآخرة !!
ومفاتن المرأة ليست في جمال الوجه فقط ! .. فقد خلق الله تعالى المرأة بأكملها، كتلة من المفاتن تتحرك في بيت الزوجية الآمن الجميل .. فهي فاتنة بنعومتها، فاتنة بشعرها، فاتنة بصوتها، فاتنة بمشيتها، فاتنة بابتسامتها، فاتنة بنظرة عينيها، فاتنة بضحكتها، فاتنة بعاطفتها، فاتنة في كل شيء، من رأسها إلى أخمص قدميها، لا لشيء إلا لفتنة زوجها .. لكنها فتنة كفتنة النار للذهب .. ليرقى الزوج بحرارة مفاتن زوجته، كما يرقى الذهب بحرارة النار .. فيصبحان – الزوج أو الذهب- أجود وأرقى وأغلى وأكثر تألقا، بنار الفتنة التي سلطها الله تعالى عليهما !!
لقد عددت نحو عشرة مفاتن وضعها الله تعالى في كيان المرأة حسا ومعنى، وأُعرِّض لذكر غيرها من المفاتن الكُبرى كما عرّض القرآن والسنة لها، ممّا لا يحسُن التصريح به، وذلك من باب التأدب بتأديب الوحيين لنا، وهو قوله تعالى في أطهر وأقوى علاقة عاطفية بين الرجل والمرأة: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ} [الأعراف : ١٨٩] .. وفِي السُنَّة المطهرة اختار صلى الله عليه وسلم كلمة عسيلة كناية عن الجماع، قال صلى الله عليه وسلم لامرأة رفاعة : (أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته). متفق عليه .. ثم تلد له بقدرة الله تعالى فتنة خارجة منها، ذرية تشده إلى بيته شدا، يزداد بها ارتباطهما ببعض، ليكون أشد وأقوى !!
تقوم المرأة المؤمنة بتوظيف كل هذه المفاتن في إنجاح مهمة الرجل العظيمة .. ولتستخدمها في إعفاف نفسها وزوجها، وصرف نظره وفكره وباقي قواه تجاه بناء بيته ومجتمعه وأمته نحو الأمن والسعادة والهناء .. كما سيهتم-حبا في فتنتها له بمفاتنها- بكل ما ترغب المرأة في الرجل المسلم .. بدءا بعبادته لربه سبحانه، وتربية أولاده، وكل أمور الحياة الأخرى التي يشتركان فيها .. وانتهاء بنظافته وبحسن مظهره وجمال هندامه .. تحركها تقواها بمطالبته بكل هذه المطالِب الحميدة !!
أيتها الزوجة: أنت صانعة الزوج الفذ، إذا كنت له سكنا .. قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : ٢١] !!
لكن بعض النساء اليوم، هداهن الله وغفر لهن .. لا يوجهن سلاح مفاتنهن الوجهة الصحيحة، تجاه زوجها، إنّما يعتنين بإظهارها وبقوة خارج بيت الزوجية، في السوق وفي حفلات الزواج وفي مناسبات أخرى .. فتذبل حياتهما الزوجية شيئا فشيئا .. ولربما تنطفئ !!
وأخيرا هذه للدعابة والتخفيف من طول المقال : هل سمعنا أن زوجة ذهبت للكوفيرة (مزينة شعر النساء ووجوههن)، لتتزين فقط لزوجها، ولتسلط عليه أسلحتها الفاتنة الفتاكة ؟! قد يوجد.. لكنني لم أسمع به بعد !!
لا تستعجلي أختاه المؤمنة الحكم، وتظني أن هذا المقال مال بكفته لصالح الرجل .. لا وألف لا .. لأنك لو عملتي بما سطرته لك في المقال، لصار زوجك عبدا لك، توجهينه للحق وتدفعينه إليه دفعا لا يقاومه البتة !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!