التأمل المفيد (١٣٤)

الحلقة الثانية من سلسلة “معا؛ لنرتقي في تقديرنا لله تعالى حق قدره في هذه الحياة الدنيا؛ بالتأمل في بعض الآيات القرآنية الكريمة !!

قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : ١٨٥]، قال أهل التفسير؛ “ولتكملوا عدة الصيام شهرًا، ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر، ولتعظموه على هدايته لكم، ولكي تشكروا له على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير” !!

مع حلول بعض أعياد غير المسلمين، الأيام القريبة القادمة !! هل عرفنا السبب وراء كثرة أعيادهم ؟!

*أمّا كونها كثيرة، فنعم هي كثيرة !! فقد عددت في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، العشرات؛ بعضها أعياد قومية -لا تزيد عن عدد أصابع اليدين-  تحتفل بها جميع الولايات، والباقي  تتوزعها  الولايات، فلكل ولاية أكثر من عيد خاص بها !!

ولكثرتها عندهم -واقتصارها على اثنين عند أهل الإسلام، قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يَلعبونَ فيهِما فقالَ: (ما هذانِ اليومانِ ؟قالوا: كنَّا نَلعبُ فيهِما في الجاهليَّةِ فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: قد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويومَ الفِطرِ)، أينما كانوا- لكثرة أعياد غير المسلمين سبب جوهري، يعكس عظمة الدين الإسلامي القويم !!

نحن أهل الإسلام لدينا منهج إلهي عظيم قد ملأ علينا حياتنا، بل وساعاتنا، بل ولحظاتنا، بعبادات وتعاملات عظيمة قويمة، هدانا الله تعالى إليها !! فنحن في حراك اجتماعي متنوع على الدوام !! يتقابل فيه المسلمون خمس مرات في الْيوم والليلة، متحابين في الله، لأداء صلواتهم !! بر للوالدين .. صلة للأرحام .. صلة للجيران .. صلاة الجمعة التي هدانا الله إليها وضل غيرنا عنها .. عطف على الفقراء والمساكين .. حقوق المسلم على أخيه المسلم .. مشاركات في الأفراح والأتراح، وغير ذلك كثير، من هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم !!

أمّا من خلت حياتهم من منهج الإسلام، فقد وصلوا في ضعف روابطهم ببعض، إلى أن يُودِعوا آباءهم وأمهاتهم في دار العجزة، عندما يبلغ أحدهما الكِبَر أو كلاهما !! احتاجوا مع هذا الخواء، افتعال أعياد كثيرة، تملأ عليهم فراغهم الروحي والاجتماعي القاتل، ولو بأعياد شركية، كعيد يزعمون أنه يوم ولادة الرب -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- أو هزلية كعيد الهالوين !! وفيه تُنصب الأشباح القماشية في مقدمة البيوت، وتُقرأ القصص المخيفة، وتُنحت ثمرة القرع، في جو هزلي مخيف !! أمّا أعياد شرب الخمور، وما ينتج عنها من خبال ووبال وجرائم، تُستنفر فيها الأجهزة الأمنية، فهي عديدة، وأقربها عيد رأس السنة الصاخب المعيب !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!