التأمل المفيد (١٢٩)

الحلقة الخامسة عشرة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلتُ الجنة، فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلتُ لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، فقُلتُ: من هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فلولا ما علمت ُ من غيرتك لدخلتهً)[السلسلة الصحيحة (1423)] !!

يالله !! حتى في الجنة -التي هي من عالم الغيب-  تأتي النصوص الشرعية لتأكد لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر؛ يتعامل مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الجنة تعامل البشر مع البشر !! فأين هذه النصوص ممّن يريدون أن تكون للنبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا -مع أنهم يرونه بشرا مثلهم- يريدون أن تكون له صلى الله عليه وسلم صفة فوق صفة البشر، كما حكى الله تعالى عن كفار قريش، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] ؟؟!!

إن عظمة هذا الدين لا تظهر بالغلو في النبي صلى الله عليه وسلم !! إنما تظهر عظمة هذا الدين في قدرة البشر على تطبيقه والاستقامة عليه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم !! لقد كان خُلُقه صلى الله عليه وسلم القرآن، قال الله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا • رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ} [الطلاق : ١٠-١١]، قال أهل التفسير: “وهذا الذكر هو الرسول يقرأ عليكم آيات الله” !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!