الحلقة العاشرة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!
قضيتان عظيمتان رسخهما وجلاهما النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم، كانتا سببا -بعد توفيق الله تعالى- في عزة الأمة ونهضتها وسؤددها: الأول طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما شرعا !! والأمر الثاني استنفار أقصى ما يستطيعه المسلم من فكر وجهد فيما لا نص شرعي فيه !!
إن اختلال هذين الأمرين في النفس البشرية يجلب الوبال والخسران على الفرد وعلى المجتمع، وكما قيل: كلا طرفي قصد الأمور ذميم !!
فلم يوجه الشرع الحنيف المسلم -بعد انقطاع الوحي- أن ينتظر وحيا جديدا يأتيه لحل مشكلة لا وحي فيها !! لكن وجهه ليستشير فيما لا وحي فيه، حتى يتعود على التفكير بإيجاد حلول للمشاكل العامة؛ فتتربى في حسه روح المسؤولية، ويمارس الشورى التي أمر الله تعالى بها في الكتاب والسنة !!
كذلك لا يسعد الإنسان بنبذ شريعة الله تعالى، كما هو حال غير المسلمين؛ حين استشاروا الجمهور في كل أمر، فاستحلوا بها ما هو محرم حتى في دينهم، من إباحية جنسية وغيرها من المحرمات!!
إنها الحكمة الربانية: {هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٣]، في أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم بشرا؛ يغرس في البشر الأمرين اللذين وردا في آية واحدة في سورة الشورى: طاعة الوحيين والشورى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ .. وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ}[الشورى : ٣٨] !!
في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!