التأمل المفيد (١٢٣)

الحلقة التاسعة من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

من الأمور التي يتعامل بها البشر مع بعضهم البعض؛ البيع والشراء .. وكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم !! حيث لم يترفع عن طبيعة متطلبات الحياة الاجتماعية للحياة البشرية؛ من ذلك: تبادل المنافع !! عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : (اشترى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ طعامًا من يهودي بنسيئةٍ ورهنه درعًا له من حديدٍ)[متفق عليه]!!

وقد كانت قريش ترى أن الرسول لابد أن يكون متميزا في حياته عن البشر حتى يصدقوه ويتبعوه !! وقد نقل القرآن الكريم لنا قولهم: {وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} [الفرقان : ٧] !! يقولوا: كيف يتسوق ويبيع ويشتري ؟؟!!

وهي تهمة يريد أهل الباطل بها إسقاط وإبطال دعوة الحق  التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم  !! وإن كان الله تعالى لقادرا على تمييز رسوله صلى الله عليه وسلم بأكثر مما طلبوا له من تميز !! ولذا قال تعالى -بعد ذكر ما طلبته قريش من مجيء ملك معه، أو إلقاء كنز عليه-: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا} [الفرقان : ١٠] !!

إنها الحكمة الربانية: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٣]، في أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم  بشرا؛ يعيش حياة الناس، ويتلمس احتياجاتهم، فينقادوا له ولمبادئة الربانية السامية !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!