التأمل المفيد (١١٥)

الحلقة الأولى من سلسلة “بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم”، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤] !!

عرفت قريش هذا المدخل الشيطاني الخطير في تنفير الناس عن الحياة في ظل منهج الله تعالى وسنة عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ برفع راية الغلو؛ حيث تزعم بأن منهج الإله لا يطيقه البشر، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : ٩٤]، بمعنى أن منهج الله تعالى يحتاج إلى مخلوقات معصومة كالملائكة !! ولذا جاء الرد الحاسم من الله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا} !! 

رفعت قريش راية الغلو، مع أنها كانت غارقة في مستنقع الانحلال؛ كتنوع البغاء، ووأد البنات، ومعاقرة الخمور، وغير ذلك من ألوان الانحلال والرذيلة التي زينها لهم الشيطان الرجيم !! وكأنما دعوتهم إلى رفع راية الغلو؛ إنما هي للدفاع عن واقعهم البئيس في محاولة يائسة شيطانية بائسة للإبقاء عليه !! 

ولكن الله سبحانه أتم نوره رغم كيد الكافرين، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ • هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : ٣٢-٣٣] !!

وتتأكد أهمية هذا الموضوع في عصرنا هذا؛ حيث أخذ المتمردون على منهج خالق البشر يميلون بحياة الإنسان لتنحو: إمَّا نحو الغلو، لأخذه نحو مصاف الملائكة -زعموا- أو أي اتجاه آخر من اتجاهات الغلو الحالمة !! أو النزول والانحدار به نحو حياة الحيوان أو أي اتجاه آخر من اتجاهات الانحلال الظالمة !!

في منهج الله تعالى تتجلى بشرية الإنسان في أجمل وأفضل وأرقى صورها !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!