الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة الجنة والكعبة .. وتذكير الحجر الأسود لنا بالجنة -كونه منها- مرات عديدة يوميا؛ كلما اتجهنا إلى القبلة؛ في صلاة وغيرها مما شرع لنا ربنا استقبال القبلة له !!
قال الله تعالى عن ذهب أهل الجنة: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ}[الزخرف : ٧١]، وقال تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} [الكهف : ٣١]، وقال تعالى: {عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} [الواقعة : ١٥]، قال أهل التفسير: “على سرر منسوجة بالذهب” !!
لا يخبر رب العالمين -الغني سبحانه- عن شيء في الجنة إلا وهو عظيم؛ كما في مثال الذهب المذكور في الآيات الكريمات !! لأن خالق هذا الذهب في الآخرة؛ يريد إمتاعنا به !! فكيف ونحن نعرف في دنيانا رفعة وتميز ونفاسة هذا المعدن الأصفر الفريد ؟؟!!
لا ينبغي أن يمر علينا ترغيب ربنا العظيم لنا في ذهب الجنة مرورا عابرا لا تأمل فيه !! بل علينا -حتى نشتاق إلى ذهب الجنة- أن نتفكر في ذهب دنيانا من جهة: ندرته وارتفاع سعره، وحب الناس لامتلاك ولو شيئا يسيرا منه، واعتماده الغطاء الحقيقي للاقتصاد القوي للدول، ناهيك عن جماله الفاتن الخلاب في كل شيء ترصّع به !!
بهذا التأمل في ذهب الدنيا النادر النفيس -الذي لا يملكه إلا القليل- يشتاق المؤمن لجنة عرضها السماوات والأرض، يخلق لنا ربنا فيها من الذهب الأخروي، الذي لا يعلم قدر جماله إلا رب العالمين سبحانه !! منه الأساور، ومنه الصِحاف، ومنه السرر المنسوجة، كما جاء في كتاب ربنا العظيم!!*
اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله)