الحلقة الحادية عشرة من سلسلة الجنة والكعبة .. وتذكير الحجر الأسود لنا بالجنة -كونه منها- مرات عديدة يوميا؛ كلما اتجهنا إلى القبلة؛ في صلاة وغيرها مما شرع لنا ربنا استقبال القبلة له !!
من المنطقي والبديهي أن يميز الإنسان فضل بعض الأشياء على بعض: كتفضيل الدار الجديدة الواسعة؛ المشيّدة بأفضل المواصفات، في موقع جميل، يفضلها الواحد منا مرات لا تُحصى على كوخ صغير في بقعة نائية من الأرض !!
اختار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا طريقة المقارنة التي ذكرتها آنفا؛ لنقارن بين ملذات وشهوات نعرفها في دنيانا، وبين هذه الملذات نفسها لكن في الجنة، وإذا بطعمها ولذتها هناك كأنما هو ضرب من الخيال !!
وعند المداومة على قراءة ما جاء في الوحيين عن الجنة، مع استمرار المقارنة، فإن النتيجة أن تصبح الجنة أولى أولوياتنا، بحيث نخصص لها من التفكير والعمل ما لا نخصصه لغيرها من الرغبات والأمنيات !! فالجنة سلعة الله الغالية !!
ومن هذه الملذات شهوتا الطعام والجماع التي لا تفارق لذتها نفس إنسان في هذه الدنيا !! تأتي النصوص الشرعية لتحلق بك في لذاتها في الجنة بما يشبه الخيال، تشدك شدا إلى التفكير فيها والعمل لبلوغها !! من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن نساء الجنة: (وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا ، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) [رواه البخاري (2796)] !!
فكيف بباقي الملذات المعروفة لنا في الدنيا ؟؟!! فكيف بما قاله صلى الله عليه وسلم عن ملذات لا نعرفها: (في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)[متفق عليه] ؟؟!!
اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!