الحلقة العاشرة من سلسلة الجنة والكعبة .. وتذكير الحجر الأسود لنا بالجنة -كونه منها- مرات عديدة يوميا؛ كلما اتجهنا إلى القبلة؛ في صلاة وغيرها مما شرع لنا ربنا استقبال القبلة له !!
حينما يمن الله تعالى على عباده الموحدين بدخول جنات عرضها السماوات والأرض؛ يحتار العبد المؤمن بأي لون من ألوان النعيم يبدأ بإمتاع عينيه فيها !! إذ نحن في دنيانا الصغيرة الفانية؛ إذا ما نزل الواحد منا في بلدة للمرة الأولى؛ فإن نفسه تتوق إلى استكشاف مرافقها ومراكز الجمال فيها، حتى لو كانت قرية صغيرة لا تزيد في مساحتها على بضع كيلومترات مربعة !! فكيف بجنة بلغ حجم ما يُعطى منها آخر داخليها من الموحدين؛ عشرة أضعاف هذه الدنيا !! [كما في الصحيحين] .. فماذا عساه يكون وُسع وكُبر وعظمة جنات الصالحين من عباد الله تعالى ؟؟!!
هل يبدأ بإمتاع عينيه بالأنهار وهي تجري من تحت الغُرف التي أخبر الله تعالى عنها بقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [العنكبوت : ٥٨]، وقد كان في الدنيا يقطع المسافات ليبتهج بمنظر شلال من المياه !! فكيف عساها تكون روعة هذه الأنهار ؟؟!!
ومع النظرة الأولى يجد أنها ليست أنهار ماء فقط، ولكن كما قال تعالى: {أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} [محمد : ١٥] !!
ثم متى عساه يقضي وينتهي من النظر إليها والشرب منها؛ وهو لا يملّ أي شيء في الجنة؛ ولا يريد التحول عنه، قال تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً}[الكهف : ١٠٨] ؟؟!!
اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!